زيد الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم ( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )18سورة النمل ( صدق الله العظيم .
أساطيل وفرقاطات تتحرك يميناً وشمالاً وبوارج حربية ، وانواع من الاسلحة التي لم تدخل الحروب سابقاً تنتشر على حدود بعض الدول العربية ، والقواعد العسكرية الاميركية جذورها الخرسانية في عمق الارض العربية تمتد بعيداً تحت الارض ويعلوا بنيانها يوماً بعد يوم ، ترى لم يحصل كل هذا لنا ، والغرب يعلوا بأشجاره وحدائقه وعمرانه الحضاري وتصبح بلدانهم جنة تشبه جنائن السماء .
جعلنا من زيارة ترامب الاخيرة للعراق قصة وحكاية تراجيدية محزنة ، وكأن الرجل غريباً عن البيت ولم يأتي للعراق مسبقاً وهو ثمل ومعدته ممتلئة( بالفياجرة )، آلم يأتي هو واسلافه مراراً وتكراراً وكنا ننحر له شبابنا على ارصفة الشوارع ؟ من الذي حطم بنيتنا التحتية بوحشية اوليس هم أنفسهم وجنودهم ؟ وهل قاعدة عين الاسد ارض عراقية نخلها باسق ؟ وهل هي معسكر عراقي يقوده العميد الركن زيد ؟ لم نغالط انفسنا ونهول الزيارة ونعطيها اكبر من حجمها ، ونتناسى فاجعتنا الكبرى بأن العراق راضخ تماماً لأرادة الغرب .
أنا اصدق جزئية واحدة بهذه الرواية وهي رفض السيد عادل عبد المهدي لقاء هذا الاصهب وزوجته ، وعندي انها حقيقة صادقة ولربما قال ايتها الحكومة العراقية أدخلوا الى مساكنكم خشية ان يراكم ترامب وتفتنكم زوجته الانيقة ذات الاهداب .
( اگعد يا غازي وشوف طبوا وطنه ... سوجر و كركه وسيخ ما هم مثلنه ) هذه اغنية غنتها غجرية ( كاوليه ) في اربعينيات القرن الماضي ولم تكن في حفلة حماسية او سياسية ، بل كانت اثناء حفلة مجون يلتف حولها جنود الاحتلال ، وهي تنطق هذه العبارات لتشعل حماس الرجال عساهم يثوبوا الى رشدهم .
اليوم كل شيء سقط بايدينا لا نعلم هل نلهب حماس حكام العرب ونذكرهم بقرأننا الكريم وبالايات التي تحث على عدم القبول بالاهانة والرضوخ للكافر ، ام نجلب الغجر ليشعلوا صدور شعوبنا حماسة لتدب الغيرة في ارواحهم ويحرقوا هؤلاء الحكام ؟ .
الدول العربية اليوم في اختبار سماوي واضح جداً ، وللأسف معالم الفشل رفعت راياتها ولاحت في الافق ، بعد ان استكان حكامها وفرشوا الأرض حريراً لجنود الغرب .
لقد اصبحنا نشبه ( الغجر ) بلا اوطان بسبب حكامنا الذين لم يهتدوا بأيات الله ولم يقتدوا بأمم النمل التي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز وكيف انها تمتلك القدرة على حماية أمتها من أي خطر قادم ، وعذراً لمن يرى اننا اصبحنا أقل حظاً من ( الغجر والنمل ) .
https://telegram.me/buratha