المقالات

ارتفاع نسبة البطالة ومستويات الفقر وإنعكاسه على حياة المواطنين 

1496 2019-01-02

ضياء المحسن


لقد لا نأتي بجديد عندما نقول بأن الحياة المعيشية لكثير من الناس متعطلة، بسبب البطالة المتفشية في العراق، وهو ما أدى الى إرتفاع نسبة الفقر الى مستويات عالية، قياسا بدول نظيرة للعراق في إعتمادها على النفط وحتى عدد سكانها.
الأمر المحزن هو أننا نمتلك طاقات كثيرة غير متوافرة في تلك البلدان، حتى أن من هذه البلدان من يحسدنا على تلك النعمة، ومع هذا لا نجد من يوظف هذه الطقات بصورة صحيحة، لغرض رفع المستوى المعيشي للمواطن؛ ناهيك عن تقليل نسب البطالة من خلال الشروع بفتح مجالات العمل أمام الشباب ليعملوا في مشاريع تناسب إمكاناتهم الذهنية والعلمية.
المعيب حقا أن نجد عدد الأحزاب يتزايد بصورة غير منطقية، مع عدم وجود برنامج واضح لهذه الأحزاب في كيفية الخروج من أزمة البطالة وتفشي الفقر بين فئة الشباب وخاصة الخريجين، إلا من خلال الوعود بتعيينهم في دوائر الدولة؛ حتى وصل الحال بالجهاز الحكومي أن يبلغ عديده قرب الرقم ثلاثة مليون موظف، هذا مع عدم الأخذ بنظر الإعتبار أكثر من هذا الرقم متقاعدين يستلمون رواتبهم من هيئة التقاعد.
عندما نرمي بالكرة في ملعب الأحزاب، فلأنها هي من تحكم البلد وليس شخص من خارج الحدود (ولو ضمنيا)، ما أدى الى ظهور طبقة مستفيدة من هذه الأحزاب الى تتجاوز نسبتهم 10% في أفضل التقديرات، أما النسبة العظمى والتي تربو على 90% فهؤلاء ناقمون على الأحزاب التي لم تستطع أن تنهض بالواقع الخدمي للبلد بالرغم من مرور أكثر من عقد من الزمان على تغيير نظام الحكم في العراق.
لكن ما هو الحل؟
قد يكون الحل صعباً في المرحلة الحالية، خاصة مع وجود تحديات كبيرة تواجه الحكومة الحالية، والتي منها هبوط أسعار النفط الى مستوى أدنى من المخطط في موازنة 2019 المقترحة، وحتى مع هذا فإننا نجد ضرورة قيام الحكومة بتنشيط القطاعات الإقتصادية الأخرى، خاصة ما يتعلق منها بالقطاع الزراعي والصناعي وقطاع السياحة، الذي بالإمكان من خلال دعوة شركات رصينة ولها باع طويل في هذا المجال للإستثمار في هذه القطاعات، مع الأخذ بنظر الإعتبار ضرورة تعديل كثير من القوانين المتعلقة بمجال الإستثمار.
المشكلة الأخرى التي قد يواجهها المستثمرين هي الفساد الممستشري في الدوائر ذات العلاقة، ونجد ضرورة قيام الحكومة بتبسيط الإجراءات المتعلقة بمنح الإجازات الإستثمارية، وكذلك منح التأشيرة للمستثمر؛ وعدم تركه يعاني الأمرين، فهو يعاني من تأخر صدور إجازة الإستثمار لمشروعه المزمع إقامته، بسبب كثرة الموافقات التي يتطلبها صدور هذه الإجازة، وهنا نجد ضرورة إقتصار منح الإجازة على الجهة المستفيدة، فمثلا لو كان مشروع لإقامة فندق سياحي، نقترح أن تقتصر الموافقات على وزارة الثقافة والسياحة والآثار كونها المعنية بهذا الأمر، وهكذا في بقية القطاعات، مع الأخذ بنظر الإعتبار ضرورة إلزام المستثمر بتشغيل ما لايقل عن 60% من العاملين في المشروع من العمالة العراقية، وكذلك تأهيلهم وإدخالهم دورات تتعلق بعملهم، وبهذا نكون قد ساهمنا بتقليل نسبة البطالة وتحريك الإقتصاد العراقي من دون أن تدفع الحكومة دينار واحد من ميزانية الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك