المقالات

نخاطب قبورا وننفخ في رماد  

2268 2019-01-03

حميد الموسوي

نعمة واسعة فسحة الحرية هذه التي تذوقنا طعمها بعد عقود من الكبت والحرمان والقهر والعبودية والاستبداد وكل اساليب الاهانة والاذلال التي عاناها الاجداد والآباء ولحقهم الاحفاد على ايدي فراعنة العصور وطواغيت الدهور .

مات اجدادنا واباؤنا الطيبون وهم يحلمون بنسائمها ؛ عادين هبوبها ضربا من الخيال لم يرد حتى في اساطير الف ليلة وليلة بعد ان حرموا من ابسط مقومات العيش الكريم .
نعمة لم تات هبة من جماعة ، ولامنحة من فئة ، ولا مكرمة من احد . نعمة بهذه الاهمية لابد ان تكون بثمن ..واي ثمن ؟.

اذ لاتحصل نعمة الا بفقد اخرى على حد قول سيد البلغاء والوصيين عليه السلام.
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ويبدو اننا سنفقد نعما غير التي فقدنا مقابل هذه النعمة كونها انتزعت من بين انياب تنين متعدد الرؤوس , وكوننا حديثي عهد بها , لانجيد استخدامها ولااستثمارها و لا كيفية الانتفاع بها بالمقدار الذي استفاده وجناه اعداء عملية التغيير والتجربة الديمقراطية , ولا ادل على ذلك من اختراقهم لكل مفصل من مفاصل الدولة نتيجة غفلة وتهاون ومجاملة اطراف العملية السياسية ووقوعهم في شراك الخصومة السياسية وفخ المحاصصة التي نصبها اعداء العراق في الخارج ونفذها صنائعهم في الداخل من بقايا السلطة السابقة والذين تضررت مصالحهم وحجبت امتيازاتهم بزوالها, حتى صار بعض قادة التغييرادوات تنفيذية- من حيث يشعرون اولا يشعرون – لطروحات وافكار ومخططات اولئك المندسين الخبيثة ولذا نرى ابواب الفضائيات والاذاعات والصحف والمدونات مشرعة لبث الكلمات والخطب والتحليلات والنقد اللاذع للحكومة والمسؤولين في الاحزاب والحركات السياسية تساندها لافتات وهتافات الساحات المفتوحة للتظاهرالسلمي .
حرية كلام اقرب ماتكون للانفلات تقابل ببرود وبردات فعل تهدئة وتطمين وتخدير ، وكانها عملية مقصودة لتفريغ شحنة ، وامتصاص غضبة ؛وتنفيس مكبوت .
اذ كثيرا ما يبقى الحال على ما هو عليه ، واحيانا تعالج المطالب برتوش واعشاب من باب رفع العتب ؛ وقد ينفذ الامر اوالقرار او المشروع برغم هياج المتظاهرين واقلام الصحفيين وانتقادات المحللين.

.وقد يترك الاهم والاخطر ويعالج البسيط وغير الضروري.والامثلة كثيرة ومعروفة للقاصي والداني لانها تنفذ ميدانيا وفي وضح النهار .

كتبنا عن الفساد الاداري والمالي الوف المقالات واطنانا من الورق فازداد تفشيا وتجذرا .
كتبنا عن سوء الخدمات فازدادت سوءا ؛ كتبنا عن البطالة.. وازمات السكن والكهرباء والوقود والمياه والشوارع والحواجز ونقاط التفتيش.. والمتقاعدين والتعيينات وشبكات الحماية والجمعيات الوهمية ……. فكاننا نخاطب موتى ..وننفخ في رماد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك