المقالات

الخط الماسوني كيف يعمل من جديد؟!

2377 2019-01-05

أمل الياسري
هناك ناقدون كسالى كثر هذه الايام في مجتمعنا، وأخذتهم العزة بالإثم، بالتباكي على الأيام السود في ظل الطاغية المقبور، أقول هذا وأنا أعلم جيداً أن في داخلي صوت يقول: مجتمعنا ليس مثالياً اليوم، وفيه سلبيات كثيرة، لكنه أفضل بكثير مما كان قبل (40) عاماً، وهو ما لا يحتاج الى تأكيد مؤكد وتصريح محدد، ولست هنا معنية بالحديث عن الواقع السياسي الذي يعيشه بلدنا، بعد (15) عاماً من التجربة الديمقراطية الحديثة.
التغييرات التي طرأت على الفرد العراقي، في ظل دعوات الحرية المنفلتة، والديمقراطية المزيفة، وشيوع ثقافة الإنحلال والإنحطاط، ضربت بمجملها البنية الأخلاقية والقيمية لمجتمعنا، وخاصة الأوساط الشبابية، وما هذه الثقافات إلا مسلسل تآمري آخر، لتدمير وإفساد المجتمع العراقي المعروف برصانته، مع علمنا بأن الخط الماسوني، بدأ العمل بعقلية متطورة للغاية، لضرب المرجعية الرشيدة، وإفراغ خطبها من محتواها الروحي والمجتمعي، وتشويه صورة إسلامنا الحنيف وفكرنا الأصيل، بعملية نستطيع تسميتها بظاهرة الإستلاب الثقافي.
الخط الماسوني الذي تنفذ أجندته، أجهزة الموساد الصهيونية الخبيثة، والمنظمات والقنوات الوهابية المزيفة المتشددة، واللبيرالية الأمريكية، والغرب العلماني، ولأغراض شريرة معروفة المقاصد والأهداف، جعلت المجتمع يعيش حالة من الفوضى والإرتباك، وبشكل يهدد السلم الإجتماعي، كما أن ضعف البنية الإجتماعية للشعب، أدى الى جنوحهم لعملية التسقيط الإجتماعي لأية شخصية أو مكون أو كيان، فمهمة بعض الناس أن يسّقط ويشوه، ويطعن وينبز، فهي بنظره ثقافة، ومنهج، ووظيفة يبدع فيها دون التصدي له.
الأدهى من هذا باتت مجالسنا اليوم مجرد مجالس للهو والمنكر، وإشاعة الرذيلة والتفاهات دون الدعوة الى الخير والفضيلة والمعروف والمسقِط لا يهمه الأثر النفسي والمعنوي لهذه الشخصية الإعتبارية، علماً بأننا لا نحدد مفهوم الشخصية لفرد بذاته، بل قد تكون عن كيان، أو مكون، وهذه ظاهرة خطيرة تهدد مجتمعاتنا، ومع الأسف لم تلقِ العوائل العراقية آذاناً صاغية لها، فشاعت الممارسات والسلوكيات الخاطئة والمنحرفة، وأصبحت أكثر شيوعاً، وبروزاً، وتداولاً في الأوساط المجتمعية.
التسقيط الإجتماعي ظاهرة تتنافى مع كرامة الإنسان، فكيف سيعيش الإنسان، وتحفظ شخصيته الإعتبارية، إذا كان التعامل معه تحت مسميات: الهتك، والتشويه، والطعن، ومرجعيتنا الرشيدة أكدت في خطبة الجمعة، (27/ربيع الثاني/1440للهجرة، والموافق 4/كانون الثاني/2019)، فقد روي عن النبي محمد (صواته تعالى عليه وعلى آله) مخاطباً الكعبة المشرفة:(والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَحرمةُ المؤمنِ أعظمُ عندَ اللهِ حرمةً منكِ)، كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(إنَّ للبيتِ الحرامِ حرمةٌ وحرمةُ المؤمنِ أعظمُ منهُ).
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله لعبد العظيم الحسني: (أبلغْ أوليائي عني السلامَ ولا يجعلوا للشيطانِ عليهم من سبيلٍ، وترك الجدالَ فيما لا يعنيهم، ولا يشغلوا أنفسَهم بتمزيقِ بعضِهم بعضاً)، وهذا ما طرح بشأن ظاهرة التسقيط بين أوساطنا المجتمعية، ونقول: إن من الكلام ما هو أشد من ضرب الحسام، وأثقل من الصخر، لكن مجتمعنا بحاجة إليكم، فأنتم تؤسسون الصرح، فإما يكون ثابتاً لا تهزه الرياح، وإما هشاً فتذروه الرياح).
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك