زيد الحسن
قدمت امرأة إلى سوق بني قينقاع، وجلست إلى أحد الصاغة اليهود تبيع وتشتري منه، فجعل اليهود يستهدفونها ساخرين لكشف وجهها..فاستعصمت ورفضت وما فتئ أن تسلل احدهم بخبثه ومكره خلفها وقام بربط طرف ثوبها برأسها دون ان تشعر وحينما وقفت انكشفت فصرخت فزعة ، فجاء أحد المسلمين وقتل اليهوديَّ الذي فعل ذلك، فاجتمع يهود بني قينقاع على المسلم وقتلوه، فكانت هذه بوادر أزمة ضخمة في داخل المدينة المنورة، حيث اجتمعت قبيلة بني قينقاع على قتل المسلم، بعد أن قاموا بجريمة كشف عورة المرأة المسلمة.
خطبة الجمعة على لسان خطيب المرجعية الرشيدة فتحت جراحي كلها ، وجعلتني اصل الى العلة واعرف بلسمها المداوي ، فهي ذكرت ( التسقيط الاجتماعي للشخصية الاعتبارية للأخرين ظاهرة اجتماعية خطيرة ) ، لم هي خطيرة ؟ فلربما كان هذا الشخص يستحق ان نخسف به الارض ونمسحها بكرامته فهو يستحق ؛.
لحظة ارجوك ؛ من فينا دون عيب ، من فينا لم تزل له قدم ويرتكب حماقة ، لولا ستر الله علينا لمتنا خجلاً من افعالنا .
لي صديق قال انه خسر مبلغاً من المال نتيجة سوء تصرف منه واصبح مدينا لبعض اقاربه فاجتمع عليه هؤلاء الأقارب وجردوه من كل ما يملك أخذوا بيته وسيارته وتركوه واهله في العراء ،ولم يكن كل ما اخذوه منه ليسد قيمة دينه ورغم ذلك لم يعتقوه واستمروا يمارسون تشهيرهم به في كل مجلس وكل حدب وصوب ، و طبعا هناك اذان تصغي وألسنة تؤول وتزيد على القصة ، ورغم هروبه منهم وابتعاده عنهم لم يسلم من التسقيط الاجتماعي الذي مارسوه بقسوة .
اولم يكن الاجدر بهؤلاء الأقارب مد يد العون لقريبهم ومسامحته والصبر عليه الى ان يفرج الله كربه ويرزقه ، ام ان الرزق لهم فقط ولا رزق لمكروب !.
يكمل صديقي ؛ ماتت المروءة والنخوة مع جدي وجدك ، وبدأ يشكوا لي المرارة العالقة بفمه من تخلي الجميع عنه والاسوء من هذا انزاله بمنزلة اللص والسارق .
هنا علمت ما تقصده المرجعية بكلمة التسقيط الاجتماعي وانه ظاهرة خطيرة ، فهذه الآفة طالت جميع الناس وعلى مختلف المستويات .
القصص التي نراها ونسمع عنها سببها نحن الذين تخلينا عن مروؤتنا وشهامتنا وما أسفر عنه من انحدار اخلاقي
فكم من قصة مخزية وكم من حادثة هتك لستر إنسان ارتكبت على يد اقرب المقربين اليه
إنه الجبن ياسادة وحب الدنيا ما جعلنا نتخلى عن الشهامةوكلاهما كان سببا في استغلالنا (لمطية ) التسقيط لكل من يقع في كبوة .
اليوم نحن من اخذ دور اليهود ، ونحن من يهتك ستر المسلم ، وما زلنا نتبجح بقيمنا واخلاقنا التي قبرناها مع المسلم الذي قتله اليهود من زمن وشربنا نخبها حد الثمالة ، ودليلي ان المرجعية هي من شخصت هذه العلة بوضوح .
https://telegram.me/buratha