المقالات

المال: هل يبقى العراق رهينة الفساد؟

1676 2019-01-06

ضياء المحسن


يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم، جميل جدا هذا البيت للشاعر المتنبي حينما يعاتب سيف الدولة الحمداني، لست هنا في حال الحديث عن الشاعر أو الأمير، بل حديثي عمن تربع على عرش العراق منذ أكثر من عقد من الزمان، ومع كل الثروات والإمكانات في هذا البلد؛ إلا أننا لم نجد شيء يوحي بأنهم قدموا خدمة إليه، إلا النهب والخراب.
ثروات بمليارات الدولارات من بيع النفط العراقي يتم هدرها، بسبب الفساد وقلة الخبرة في إدارة الدولة، ولم ينته الأمر بهذا القدر، بل تجاوزوه الى إستغلال عقارات الدولة سواء ببدل رمزي أو بدون بدل فالأمر سيان عندهم، ناهيك عن إستغلالهم امكان تطل عل نهر دجلة بهذه الحجة او تلك.
أكثر من 600000 عقار مملوك للدولة تستولي عليه أحزاب السلطة والمنتفعين منهم بحجج واهية، تقدر قيمة هذه الأملاك في أقل التقديرات بحدود 120 مليار دولار، ولا تدفع الأحزاب إلا النزر اليسير، لأنها تسيطر على الدوائر التي بيدها الأمر والنهي، ونعني هنا دائرة العقارات وأمانة بغداد التي تقوم بتأجير هذه العقارات بمبالغ زهيدة او حتى بيعها لمتنفذين في هذه الأحزاب والشخصيات المؤثرة في هذه الأحزاب.
وفقا لتقديرات البيع والشراء فإن المتر المربع في وسط بغداد لا يقل عن 2000 دولار، تم بيع قطعة أرض مساحتها 2000 متر مربع (المفروض أن يكون سعرها 4مليون دولار) بسعر لا يتجاوز 20 مليون دينار العراقي (16000 دولار ) بملاحظة الفارق بين المبلغين نعرف مقدار الفساد وحجم سيطرة الأحزاب على الدوائر التي لها بالعقارات، ناهيك عن تأجير أملاك أخرى بمبالغ زهيدة، والإستفادة من العمولات التي يدفعها المستفيد لهم.
بعيدا عن البيع والشراء، فإن هناك أملاك تمثل إرثا تأريخيا لبغداد والعراق، هذه الأملاك يتم التصرف بها وكانها ملك صرف لهم، من خلال تغيير شكلها الداخلي والخارجي، وهي تمثل حقبة تاريخية عاشها العراق في بدايات الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، تقع في شارع حيفا والأعظمية ومناطق اخرى من بغداد.
لقد عالج المشرع العراقي هذا الموضوع بمعاقبة من يقوم بإستغلال أموال الدولة لمصلحته الخاصة، حيث نصت المادة 331 من قانون العقوبات على ((معاقبة كل من يستغل أموال الدولة بالحبس من خمس إلى عشر سنوات)) في حين أكدت المادة 340 من نفس القانون على ((الحبس لمدة سبع سنوات كل من يستغل أموال الدولة التي بذمته)).
لقد عاث الفساد دمارا بالعراق في جميع مناحي الحياة، وعلى رئيس الحكومة الضرب بيد من حديد لإسترداد هذه الممتلكات العائدة الى الدولة، والتصرف بها وفق القانون، من خلال بيعها أو عرضها للإستثمار بطريقة قانونية، لغرض الإستفادة من عوائدها المالية الكبيرةن وتوجيه تلك الأموال لإعادة البنى التحتية والخدمات المتهالكة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك