قاسم العبودي
بتصريح مبطن , وعلى طريقة دس السم في العسل , تمخض جبل الدبلوماسية العراقية الكبير , ووزيرخارجيتنا المجبل , الدكتور محمد علي الحكيم , بأنه يؤيد موضوع حل الدولتين , الذي طرحه الأجماع العربي , الذي عوددنا دائما على أن لا يجتمعوا ألا على قرارات الذل والهوان .
تعمق وتنمق سيد الأتكيت , الذي تعلم الدبلوماسية الغربية وتفنن بها , بما طرحه ( سيد البيت الأسود ) ترامب المتخبط أبان حملته الأنتخابية التي وصفها بصفقة العصر التي وعد بها اليهود الغاصبين .
المريب في الموضوع هنا , هل ما صرح به السيد الوزير ( المحترم ) يمثل وجهة نظره الخاصه ؟ أم هو يمثـل سياســــة الحكومة العراقية برمتها ؟؟
للأجابة على هذين السؤالين نفترض عدة أجوبة نختار منها ما هو أقرب للواقع . فأذا كان ما طرحه السيد الوزير يعبر عن وجهة نظره , وأيمانه الشخصي بحل الدولتين , الذي بالضرورة هو أعتراف ظمني بدولة الكيان الغاصب , وهنا يجب أن يكون للحكومة موقف , وللبرلمان العراقي موقف بأعتباره ( مجازا ) الممثل الشرعي للشعب العراقي .
يجب في الفرض المذكور أن تسحب الثقة عن هذا الوزير ( المتسرع ) , لأنه وبكل بساطة قد روج لفكرة الأعتراف بدويلة الأحتلال الأسرائيلية , وهذا مخالف لما تربى عليه الشعب العراقي المسلم من شماله الى جنوبه وعلى مدى أكثر من نصف قرن بضرورة رفض التطبيع بكل أشكاله مع الكيان الغاصب لأرض فلسطين الحبيبة , وأحالته الى القضاء بتهمة الخـيانــة العظمى ليلاقي مصيره .
أما أذا هذا التصريح يمثل سياسة الحكومة العراقية ( بديمقراطيتها الحديثة ) , فأعتقد يجب أن يكون لممثلي الشعب القول الفصل , بحجب الثقة عن حكومة تزايد على قضايا الأمة الأسلامية التي لها ننتمي .
نحن ومعنا كل أطياف واسعة من الشعب العراقي , نراقب وعن كثب , التحركات الأمريكية المريبة والمشبوهة فـــي الأراضي العراقية , ونناشد ممن يصفون أنفسهم بأنهم وطنيون , ومصلحون , من كتل سياسية , وبرلمـانية بالتـدخـل الفوري لأصدار قرار وطني بطرد جميع القوات الأجنبية من الأراضي العراقية .
أن التصريحات ألا مسؤولة التي تطلق من قبل مسؤول عراقي بحجم وزير الخارجية يجب أن تؤخذ على محمل الجد , ويجب أن توضح رئاسة الوزراء الموقرة موقفها بكل شفافية مما قيل .
حتى صدور رد فعل لما صرح به السيد الوزير , من جناب حكومتنا الموقرة نقول : أن الحكيم ... لم يعد حكيما .
https://telegram.me/buratha