المقالات

إعادة إنتاج الجدران العازلة..!

1870 2019-01-07

علي عبد سلمان

 

  بعض الساسة العراقيين من معتنقي فكر الأنعزال الطائفي يتوهم لنفسه دورا ليس أكبر من حجمه فقط، لكنه أكبر من الدور ذاته! هذا البعض يدعي تمثيل هذا المكون الأجتماعي أو ذاك تمثيلا أحتكاريا، بمعنى أنه الممثل الأوحد لذلك المكون وليس ثمة غيره ممثلا..

الحقيقة أن مسألة المكونات ذاتها بحاجة الى تمحيص وتدقيق، فالحدود بين ما يطلق عليه مكونات حدود باهتة جدا ولا يمكن رسمها بقلم حبر دقيق الرأس، لسبب بسيط هو أننا شعب متداخل الى حد عجيب، وإلا لما كنا قد عشنا قرابة ثلثي التاريخ البشري..والأمثلة عن الأسر المتداخلة تقودنا الى الشعب العراقي برمته!..فمعظم أسرنا شهدت على مر العصور زيجات ولدت أجيالا مختلطي الأصول القومية والعرقية.

ليس ثمة أسرة عراقية تدعي صفاء الأصل ونقاوته على وجه القطع، فمن المستحيل نهائيا العثور على هكذا أسرة، والأمر ذاته ينصرف الى الشأن المذهبي الذي تناسل عنه التوجه الطائفي، فالحدود بين المذاهب مائعة الى حد بعيد...

في عاشوراء هذا العام كما في بقية الأعوام  كم من عين "سنية" ذرفت دمعا سخيا شهدتها بنفسي، فهل هذه العين "سنية" على مقاسات من يريدون أن يعزلوا "السنة" عن أهل البيت عليهم السلام ويصادرون حقهم بالتمتع بالحب والمودة الذي أوصى بها القرآن : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة بالقربى، أم أنها عين "سنية" على مقاس الذي يعتقد أن حبهم فرض في القرآن ربنا أنزله كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في حسم نهائي لمن هو "سني"..

 إن الذين يريدون أن يعيدوا أنتاج جدرانا عازلة بين مكونات شعبنا بالنفخ مجددا بأبواق الطائفية واهمون جدا، وعاجلا وليس آجلا سيجدون أنفسهم خارج الجدار العراقي الكبير الذي يأوي أليه شعبنا، وأعني به جدار الوطنية الجامعة..وأذا كانوا قد وجدوا في المرة السابقة بعض الذين يستمعون الى فحيحهم، فأنهم في هذه المرة سيقفون عراة لا يرتدون شيئا يستر عورتهم التي كشفتها أساليبهم التي كان عنوانها الدم والدم ثم الدم....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك