علي عبد سلمان
بعض الساسة العراقيين من معتنقي فكر الأنعزال الطائفي يتوهم لنفسه دورا ليس أكبر من حجمه فقط، لكنه أكبر من الدور ذاته! هذا البعض يدعي تمثيل هذا المكون الأجتماعي أو ذاك تمثيلا أحتكاريا، بمعنى أنه الممثل الأوحد لذلك المكون وليس ثمة غيره ممثلا..
الحقيقة أن مسألة المكونات ذاتها بحاجة الى تمحيص وتدقيق، فالحدود بين ما يطلق عليه مكونات حدود باهتة جدا ولا يمكن رسمها بقلم حبر دقيق الرأس، لسبب بسيط هو أننا شعب متداخل الى حد عجيب، وإلا لما كنا قد عشنا قرابة ثلثي التاريخ البشري..والأمثلة عن الأسر المتداخلة تقودنا الى الشعب العراقي برمته!..فمعظم أسرنا شهدت على مر العصور زيجات ولدت أجيالا مختلطي الأصول القومية والعرقية.
ليس ثمة أسرة عراقية تدعي صفاء الأصل ونقاوته على وجه القطع، فمن المستحيل نهائيا العثور على هكذا أسرة، والأمر ذاته ينصرف الى الشأن المذهبي الذي تناسل عنه التوجه الطائفي، فالحدود بين المذاهب مائعة الى حد بعيد...
في عاشوراء هذا العام كما في بقية الأعوام كم من عين "سنية" ذرفت دمعا سخيا شهدتها بنفسي، فهل هذه العين "سنية" على مقاسات من يريدون أن يعزلوا "السنة" عن أهل البيت عليهم السلام ويصادرون حقهم بالتمتع بالحب والمودة الذي أوصى بها القرآن : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة بالقربى، أم أنها عين "سنية" على مقاس الذي يعتقد أن حبهم فرض في القرآن ربنا أنزله كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في حسم نهائي لمن هو "سني"..
إن الذين يريدون أن يعيدوا أنتاج جدرانا عازلة بين مكونات شعبنا بالنفخ مجددا بأبواق الطائفية واهمون جدا، وعاجلا وليس آجلا سيجدون أنفسهم خارج الجدار العراقي الكبير الذي يأوي أليه شعبنا، وأعني به جدار الوطنية الجامعة..وأذا كانوا قد وجدوا في المرة السابقة بعض الذين يستمعون الى فحيحهم، فأنهم في هذه المرة سيقفون عراة لا يرتدون شيئا يستر عورتهم التي كشفتها أساليبهم التي كان عنوانها الدم والدم ثم الدم....
https://telegram.me/buratha