أمل الياسري
قال أحد الفقراء: (بكينا الدهر كله وعندما إبتسمنا إلتقطوا لنا صورة، وكتبواعليها: السعادة لا تحتاج الى هوية) وعلى الحدود الأردنية والمصرية، هناك أسلاك شائكة تذكروا اليوم وضعها، لمنع دخول العراقيين لتلك الدولتين، اللتين حملتا خيراً من العراق ما هو فوق العادة، فما هكذا تورد الإبل يا عرب، والتأشيرة ليست إرهابية!
لا أحد يتذكر الملايين من براميل النفط، التي إعتاش عليها الأردنيون طوال عقود مضت، ثم يظاهرون علينا بدءاً من اليوم بالإثم والعدوان، فمثل هذه التصرفات عجيبة، حين يمنعون دخول أصحاب الجوازات العراقية المؤشرة بالتأشيرة الإيرانية، فأي تمييز هذا على أساس القومية، والعرق، والطائفة، إنه منع فوق كل أشكال التوصيف الطائفي.
ألا يتذكر الشعب الأردني كيف عاش من خيرات العراق وما زال من منافذه الحدودية؟ ونفطه المجاني أيام الطاغية المقبور؟ ألا يتذكر الشعب المصري المفترض أنه شقيق العروبة، كيف تعامل العراقيون معه، وعماله يستلمون رواتب تقاعدية الذين عملوا في زمن الصنم المقبور لحد الآن؟ وما تزال أبوابنا مفتوحة لهم إقتصادياً وسياحياً.
الأردن الى اليوم ما يزال يحتضن معظم النشاطات والفعاليات، التي تقيمها المنظمات الدولية والخاصة بالشأن العراقي، والخدمات المالية والإستثمارات تصول وتجول، بين عدو وصديق للعملية السياسية بعد عام ( 2003)، ثم أن أرض كنانة مقر الجامعة العربية، وهي مَنْ تحتضن العرب، فهل جاء العراقيون من المريخ لكيلا يدخلوا مصر آمنين؟!
منع دخول العراقيين للأردن ومصر قرار طائفي، يطارد الزائر العراقي بشعوره المؤسف، حيال هذا القرار المنافي للقانون الدولي، الذي يحرم التمييز القومي والعنصري والطائفي، والحكومة الأردنية والمصرية كلتاهما تناست التضحيات، التي قدمها شعب العراق لينعموا بالأمن، بعد أن قاتلوا داعش لأربع سنوات مليئة بالدموع والدماء، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
تجب الإشارة الى أن قمساً من الدواعش، يحملون جنسيات أردنية ومصرية، فهل منعنا دخول المسافرين الأردنيين أو المصريين لبلدنا؟ لا أعتقد أن فقراءكم راضون عنكم في بلدانكم، فأنتم تعيشون أوضاعاً سيئة، والحفرة الطائفية التي حاولتم حفرها للعراق العظيم، يوماً ما ستقعون وتدفنون فيها، فأنتم قابعون في مزابل التأريخ لا محالة.
توقفوا عند عبارة(مجلس التعاون العربي)، أيام عقده الطغاة من حكامكم؟ وكيف أن أقتصادكم تحسن بشكل ملموس، لكن صحبة هؤلاء المصابين بجنون العظمة، جعلت مجلسكم يتهاوى بسرعة كبيت العنكبوت، فأي هوية عربية تروجون لها، بقرارات كقرار منع دخول العراقيين، ممَنْ تحمل جوازاتهم الختم الأيراني، ألا تستحون من فعلكم هذا ياعرب الجنسية؟
https://telegram.me/buratha