المقالات

التطبيع والتصريح الخطير...!

1283 2019-01-12

مصعب ابو جراح

 

مصطلح "التطبيع" كما جرت العادة من استعماله في الآونة الأخيرة، يحمل معاني كثيرة متباينة ومتشابكة، واكتسب من المدلولات العاطفية ما جعله يثير الحساسية بشكل يخلق ضبابية حول فهمه فهماً دقيقاً، وفهم المعاني القريبة منه، حتى أصبح المصطلح متشابهاً في استعمالاته، وحاجباً للمعنى بدلاً من أن يكون أداة دقيقة للتعبير عنه
بالنسبة للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، يعني التطبيع قيام هذه الدول أو مؤسساتها أو أشخاصها في تنفيذ مشاريع تعاونية ومبادلات تجارية واقتصادية، في غياب استتباب السلام العادل، وذلك إخلالاً بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول والقائل بأن مقاطعة الدول العربية لإسرائيل يجب أن تستمر حتى يتحقق ذلك السلام العادل، بل وكوسيلة ضغط لتحقيقه. والتطبيع في هذه الحالة أصبح يعني ليس فقط السماح بتطوير علاقات طبيعية بين المعتدي والمعتدَى عليه في غياب العدالة، أي في وضع غير طبيعي، بل والسماح أيضاً بالأضرار في تلك الأداة التي هي إحدى أدوات تحقيق تلك العدالة المنشودة.
من خلال ما اعلن قبل مدة وجيزة ,الكيان الصهيوني الغاصب اعلن وعلى لسان احدى الشخصيات ذات الاتصال الكبير في مفاصل الدولة عن رفع اسم العراق من الدول المعادية لإسرائيل وهذا ان دل فمدلوله ان الاخير تحاول ان تضع العراق ضمن الدول التي تريد التطبيع معها وهذا من حيث المنطق من المستحيلات فلا يقبل العراق حكومة وشعباً تحت أي ضغط كان من تواجد ولو شخص واحد من اسرائيل على الاراضي العراقية وحتى وان كانت هناك عمليات بيع للعراق من قبل بعض السياسيين المغرر بهم لهكذا امر .
ويتوافق هذا الاعلان مع التصريحات الغير مبررة لوزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم بإمكانية حل الازمة بين الدولتين وهذا ما يعتبر اعطاء الضوء الاخضر لموضوع التطبيع للعلاقات الإسرائيلية العراقية وضرب التاريخ عرض الحائط والدماء التي سالت طوال الفترة السابقة من العراقيين وغير العراقيين وكذلك التمهيد لرجوع المنفيين منهم والسيطرة بصورة مباشرة او غير مباشرة على الوطن ,وحتى وان صرح الوزير بموضوع التطبيع مع اسرائيل في وسائل الاعلام وان العراق يضع القضية الفلسطينية ضمن اولوياته فان المتابع للشأن السياسي يرى بتصريحه رسالة واضحة من وجهة نظر المتلقي للرسالة الاعلامية ان الوزير يرى ان على العراق ان ينظر الى هذه القضية بمنظور اخر .
اخيراً علينا نحن كعراقيين ان نبقى على موقفنا تجاه الاخوة في فلسطين ويجب علينا ان نكون لهم السند الحق في قضيتهم ايمانا منا بحقهم في العيش الحر الكريم . تطبيقاً للمقولة الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك