عبد الكريم آل شيخ حمود
التغيير الكبير الذي حصل في العراق بعد الاطاحة بالحكم الدكتاتوري الصدامي في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣،كان من المنتظر أن يكون فرصة تاريخية لإستثمار هذا التغيير لصالح بناء عراق ديمقراطي عصري تعددي ، يأخذ على عاتقه طبيعة التنوع القومي والعرقي والديني بنظر الإعتبار ،لاسيما وإن العراق ينفرد عن باقي الدول العربيه ؛ بخصيصة وجود مرجعية دينية عليا فاعله تحتضن الجميع دون تمايز مذهبي أو طائفي،والتي آلت على نفسها تقديم المشوره والنصيحة للطبقه السياسية التي تولت زمام الأمور والخروج بالبلد الى بر الأمان؛وعدم الانجرار وراء التقوقع الحزبي والمذهبي الذي يأتي دائما بنتائج عكسية تجعل البلد في مهب الريح.
لكن وللأسف الشديد ولسوء حظ الشعب العراقي ، انجرت هذه الطبقه السياسية وراء الأجندات الخارجية التي تكن للعراق الشر والضغينة ؛ فانقسم الشعب إلى كتل وأحزاب وتيارات متناحرة ؛ ودارت آلة الإعلام الخبيث دورتها المدفوعة الثمن من ذات الجهات التي تضمر الشر للعراق وأهله؛فحصلت المجازر المروعة في جميع أنحاء البلاد بسبب جهل الكثيرين وانطلاء خُدع المتصيدين بالماء العكر الذي أحدثته دول بعينها تريد أضعاف العراق وعدم أخذه لدوره الريادي في المنطقة الحيوية من العالم.
الخروج من حالة الانقسام والتشرذم الحاصل؛هو اتخاذ موقف حازم حيال ممتهني السياسة ومراهقيها الذين دأبوا في الإيغال على زرع روح الكراهية بين صفوف الشعب الواحد الموحد ، والذي تجمعه الكثير من المشتركات الدينية والوطنية وحتى الإجتماعية ؛ فالفعل والقرار والتنفيذ صار بيد الدهماء والجهلة الذين تم رفعم الى مقامات رفيعة كانوا يحلمون بالوصول إلى عشر معشارها.
فعلى الجميع أن يعي دوره في وأد الفتنة وإطفاء الحرائق التي يحاول إشعالها الأعداء التقليديون للعراق ومن ورائهم صهاينة العرب المتربصين بأمن وإستقرار الوطن العراقي، وتدمير مايمكن تدميرة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
https://telegram.me/buratha
