المقالات

عملية سياسية وليست لعبة سياسية..!

1382 2019-01-16

علي عبد سلمان

 

بعد زوال القيح الصدامي ، أتضحت الصورة بكل مقاييسها ، إذ يبدو أن المشكلة في العراق هي ليست الديمقراطية، وليس شكل الحكومة، وليس هي مصلحته العليا ولا هي مصلحة التعايش المشترك فيه ولا وحدته الوطنية، فالعراق يسير على طريق صياغة جديدة وإن كانت مرتبكة بعض الشيء، فهذا هو حال جميع الديمقراطيات الوليدة، ومع ذلك يمكن القول أن صياغته القائمة وإن كانت جديدة لم يمض عليها سوى بضع سنوات، إلا أن الزمن قد عفا عليها، ولم تعد تخدم طموحات قوى بعينها ولا تتسع لحجومها ولا تمتثل لسطوتها، والمعادلة التي بنيت بعيد نيسان 2003 لم تعد تلبي طموحات العديد من القوى السياسية الفاعلة ومن خلفها، وهي طموحات تحتاج الى عراق آخر مبني على معادلة مغايرة تماماً! فهل يسير العراق على طريق التحول السلس نحو أفق جديد، أم أنه محلك سر؟

لابد من الإعتراف بإن تعقيدات العملية السياسية، وتعدد أطرافها، تنبيء بلا واقعية المشهد السياسي من كثير من زوايا النظر اليه، والعملية السياسية الجارية هنا ليست لعبة كما يحلو لبعض الساسة تسميتها، بل إنها منظومة متكاملة من الأفعال المترابطة كترابط حبات المسبحة..هذه المنظومة تنطوي على مواعيد ومهام مرحلية عليها أن تنجزها، وإنجازها يحتاج الى جهد وطني متكامل لتكتمل المسبحة.. وتحتاج الى من يتفهم التوقيتات وأن القفز عليها يربك العملية يجعل الآجال تتصادم..وهي في هذا بحاجة الى عقول أكاديمية تضعها على المسار الآمن على المدى البعيد..ويفترض أن ينحى  تناقض المصالح لصالح الأدوار الأيجابية في إنجاز المهام والنهوض بها الى مستوى متطور من العمل..

لقد أنجزنا تجارب مهمة في العمل الديمقراطي ومن يرغب في ان يصل بالعراق الى دولة المؤسسات والقانون، عليه أن يقدم للعملية السياسية كل أسباب النجاح، بعيدا عن الجدل والتنافس السياسي الذي يحصل بين الكتل السياسية التي لها الحق في ان تتحرك في الشارع العراقي، ولها أن تعرض برنامجها لكسب الناخب الى جانبها، شريطة عدم التحشيد السلبي المتمثل بأثارة العواطف الطائفية والعنفية..

إن الشفافية والمصداقية ليست مطلوبة من الدولة فحسب، بل هي مطلوبة من القوى السياسية جميعا، بان تظهر قدر اكبر من التعاون والتعامل الصادق وأن تبتعد عن فرض الآراء بالقوة، وعن التأثيرات غير المشروعة، هذا أذا تريد عملية سياسية لا لعبة سياسية..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك