تلعب الثقافة دورها الكبير في حياة الشعوب ,ومن الامور البديهية بمكان ,ان لكل شعب ثقافة خاصة به ,غير ان الفكر الانساني واحد . لذلك فأن من سمات الفكر الانفتاح قبولاً للأفكار الرائدة والجديدة والجادة . بما يتلاءم ويتوائم مع مقومات امة معينة
ان انغلاقيه الفكر خطير ينبغي العمل على وأده . ذلك أننا نحيا عالما احداثه متشابه ومشكلاته متقاربة وتطلعاته واحدة . من أبرز الملاحم التي جسدت العامل الثقافي في عملية التغير الفكري والعقائدي والانساني هي ملحمة كربلاء المقدسة ,تلك الملحمة التي قادها الحسين بن علي مع اهل بيتة ( عليهم السلام) بسبعين نفر ضد جيش الكفر يفوقهم بالألاف المرات عدةً وعددا , هنا انتصر الدمُ على السيف وكٌرست ثقافة الحسين ورفعت الجانب الثقافي لدى البشرية وجعل من تلك الواقعة مثالاً ودليلا واقعيا في عملية التغيير ,غير ان لكل امة من الامم ان تحيا ثقافتها وان تعمل على وصل ما انقطع من تراثها الحضاريذلك ان الامة لا يمكن ان تعيش دون ماضي .
ان الثورة الثقافية عامل وصل يربط الحاضر بالماضي , وهي تتفتح تفاعلا مع الفكر الانساني , والثقافة السياسية ضرورة لازمة للجماهير: ذلك ان سير الديمقراطية سيراً حسناَ , مرتبط بالثقافة السياسية للجماهير ومرتبط بمعلوماتهم ,كذلك مرتبط ايضاً بدرجة رفاهتهم الاقتصادي. فإذا كان الشعب أمياَ فلن يكون في إمكانه ولا قدرته ان يكون سيد نفسه .ان الجماهير حين تكون قليلة الحظ من الرفاهية , قليلة الحظ من الثقافة فأنها تكون , وبالضرورة بعيدة عن السلطة ومراكز النفوذ .
ان اهمية الثقافة واضحة لكل ذي عين ولب , ذلك انه لابد للمواطن لكي يعلم ما علية من واجبات وماله من حقوق ان يدرك ما تعيه صفة " المواطنة " فلا معنى لحق الانتخاب مثلا ,اذا كان الشعب اميا جاهلا تسيطر علية المشاكل الحياتية , ولذا ينبغي لكي يمارس المواطنون حقوقهم من المام بالقراءة والكتابة , ومن مستوى ثقافي معين حتى يستطيع ان يعلم ماهية الالتزامات وماهيه الحقوق . يقول سبحانه وتعالى ( ان الله لا يغير ما بقومٌ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العلي العظيم
https://telegram.me/buratha