أمل الياسري
هناك حكمة للفيلسوف أكسو بيري في كتابه أرض البشر مخاطباً الساسة: (أجبر الناس على أن يشتركوا في بناء ما فتجعل منهم إخوة)، إنها فرصة ووصفة لتحقيق التعايش الصادق، لذا نحن بحاجة الى رؤى جديدة، وعبارات جديدة، وقوى سياسية قوية منسجمة، ليتحقق الأمن والأمان لجميع مكونات الشعب العراقي، بعد أن عانى ما عانى منذ عام (2003) ولغاية عام (2017)، على يد مجموعات إرهابية نزعاتهم فوضوية، وغاياتهم دنيئة لأنهم مجرد حثالة أوباش.
كان لابد من وجود فرسان من طراز خاص لمواجهة الإرهاب، فكيف برجال الحشد الشعبي، وهم تحت أقدس قيادات بإمتدادها الطبيعي لمرجعية الائمة الأطهار والرجال المجاهدين، فعملت بفتواها على إستعادة هيبة العراق أرضاً وشعباً، وهذا راجع لقيادة المرجعية الناجحة بالمنهج، والمهارة، والعمل الهادف للتأثير بالآخرين، وإشراكهم في عملية البناء وفي الإتجاه الصحيح، حيث أن هذا الحشد المقدس يمثل جميع مكونات العراق، فهو قوة ضاربة لحماية محافظاته، وحدود الوطن المتاخمة للدول المجاورة.
الهدف المشترك لهذه الفئة المؤمنة يتميز بالقداسة، لان مَنْ لبى النداء ومنح روحه فداء للوطن والمقدسات، ركب معراج الشهادة في عليين مع الشهداء والصالحين، وإقرار قانون الحشد الشعبي كان يستحق التقدير، لأنه اعلان للوفاء والتكريم، لكل مَنْ ضحى بحياته وترك الأهل والعيال، لتلبية الدعوة الجهادية الكفائية، لذا حذارِ أن يتم إفراغ الحشد من محتواه الوطني والجهادي، فهو سد منيع بوجه طوفان إرهاب الشيطان الأكبر أمريكا، وإذا تزعزع السد فسيغرق الجميع.
رجال الحشد المقدس منذ (2014)، واجهوا آفة الإرهاب بصمود وشموخ، لأنهم إستقوا عقيدتهم وكفاحهم من ثورة سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، وقضية الحشد، وقيادتهم المرجعية، وإنتصاراتهم النوعية، أحرجت أمريكا وأذنابها، وهي قضية ليست على مزاج الإنسان، فهم يأبون في أن يكون لداعش موطئ قدم على أرض العراق، فأثبتوا ولاءهم الحقيقي للعراق فقط، فمَنْ ينصر الله فلا غالب له، وعلى السذج مراجعة حماقاتهم المتعلقة ببناء القواعد، في بلد المقاومة والشهداء.
أحرج الحشد المقدس بنصره وإنسانيته أمريكا وحلفائها، وكل مَنْ كان يتوقع سقوط الوطن على يد الدواعش، دهش عندما نهض الوطن وحفظت الأرض والعرض، ومَنْ رغب في بقاء دولة الخرافة عشر سنوات، فإنها طُردت في سنوات قلائل جداً، بفضل تضحيات الفتية المجاهدين، الذين بزغوا في آخر النفق العراقي، حين أُريد له أن يستمر ظلاماً، لكن فعل الفتوى ودماء رجالها، مزلزل لأمريكا وأذيالها، لذا يحاولون بشتى الوسائل، النيل من هذا السند الأمين.
الحشد المقدس ضمانة لبقاء العراق، فلا مستقبل بدون حشد، وواهم مَنْ يعتقد بأكاذيب الصفحات الفيسبوكية التافهة، ويمكنها فصم العلاقة بين الحشد وشعبه، وعندما يتعرض لهمجة ما، فذلك يعني أن إنتصاراته، باتت تهدد مصالح قوى الإستكبار العالمي، وأن ما يؤسف له تنفيذ أجندات النيل منه بأيادٍ عراقية عميلة، لكن الحشد باقٍ، وهو مَنْ ساهم بإنقاذ العراق، فهو الوحيد الذي سيجبر الجميع على كل شيء، لأنه كبير جداً لا يقف عند صغائر الأمور.
https://telegram.me/buratha