زيد الحسن
اصدر الطبيب الشرعي تقريره الطبي المفصل عن جسد الميت ، ذكر عدد ( الطعنات ) وشرح ( قيح الجروح ) وتكلم عن ( الآنصال ) المغروزة في الخاصرة ، وقال كل هذه لم تكن سبب الوفاة الرئيسي ، بل ان هناك سم أنتشر في الدم وسبب الوفاة .
الطعنات ؛ كثيرة جداً تأتي من دول الجوار تارة ، وتارة اخرى من الاخر الذي لا يريد ان يسلم بأن المعادلة تغيرت وان الظلم والجور انتهت حقبته .
قيح الجروح ؛ بعد ان ابتسم ثغر ( الميت ) بنيله الحرية والديمقراطية عرض جراحاته على اهله ، معلل النفس ببلسم شافي ومداوي لتلك الجراحات ، واذا بهم يذرون حماقاتهم وغبائهم ورعونتهم على اشفار تلك الجراح ، حتى جعلوا القيح يعشعش فيها ويبتلعها .
الانصال ؛ اول نصل غرز في الخاصرة نصل الاعتصامات ( قادمون يا بغداد ) ، ومن بعده نصل جسر الآئمة ، وتلاه نصل مجزرة سبايكر وغيره وغيره الكثير ، هذه الانصال التي جعلت هذا الجسد ينزف بلا هوادة ويئن تحت وطأتها .
السم ؛ الغرور والاصرار على اعادة الاخطاء نفسها وتكرارها ، وحب وعشق السلطة والثراء ، والرجعية والعمالة لدى البعض منهم ، كلها جعلت السم يسري في رافديه ، حتى تيبست الاغصان والذهر ذبل .
اوجاع الشعب العراقي اصبحت لا تحتمل ولا تطاق وحتى الصبر قد عجز عن تحملها ، اليوم العراق يهيئ ليكون ساحة حرب وارض معركة ، حتى وان كانت الفكرة بعيدة عن تصورات البعض ، الا ان الحقيقة ان اميركا وان لم تشن الحرب العسكرية فقد بدأت بحربها الاقتصادية ضد ايران بالفعل ، واحمق من يعتقد ان ايران هي البلد الوحيد الذي سيتضرر من هذه الحرب ، فنحن ايضاً سننال نفس الضرر ونفس عدم الاستقرار ، وهذه هي الغاية الاولى لاميركا وهي السيطرة والهيمنة على مقدرات المنطقة برمتها .
اصبح واضح الان ان العراق فاقد السيادة ، وليس له الحق بعد اليوم من قول ان له رأي او مقال ، فهذا الرضوخ لارادة اميركا هو دليل على ان العراق محتل ولا يملك من امره شيئاً ، ارجوكم بعد الان لا تزيدوا اوجاعنا بتنظيراتكم الجوفاء وباطلاق الشعارات الصماء ذات ( الهزلية المفرطة ) ، انتم ادوات وبيادق رقعة قد رسمتها اميركا ، ويالحظنا بكم كيف تتفذون ارادتها باحترافية عالية !
ان اشتعلت الحرب نعلم انكم ستحزمون حقائبكم الممتلئة بالسحت الحرام ، وستعودون من حيث أتيتم معللين النفس بالسعادة والعيش الرغيد بصحبة مغنمتكم الكبيرة التي حصلتم عليها ، لكن أعلموا ان التاريخ سيذكركم ويقول أنتم من وضع الرصاصة برأس العراق وارديتموه قتيلاً .
https://telegram.me/buratha