المقالات

العراق فردوس للمفسدين و نار للعراقيين


العراق فردوس للمفسدين و نار للعراقيين

محمد كاظم خضير

 

العراق جنة وفردوس. وجنان. هبة الرحمن. ثروة العصر والزمان. جنة ناضجة الثمار. وطؤها عشبا وأزهار. ممتدة الظلال بشجيرات وأشجار. تحلق تشذو فيها الأطيار . ماء عذب نمير. وألحان من هسيس وخرير.

يحاط أهالي الجنة والبستان. بأطايب الطعام وتدار عليهم لذات الصحائف والجفان . وتطرح لهم الموائد . بطعام غير سائد. لحوم مما يشتهون. وفاكهة بما رغبوا او لا يرغبون. وطحين. قمحه جنين. وحلوى من عسل ولوز وجوز وسمن. وقهوة فاخرة غالية الثمن.

ولمن مرض منهم دواء . يقوض من فوره الداء. مواده الشافية من غابات الأمازون . ومن ملكات النحل والحلزون . وإذا لم يجدوا لهم علاجا ،على الفور تفتح لهم الخزائن للعلاج في جنان الدول الأخرى من جنة وبستان العراق كسوتهم براقة جاذبة للأبصار واجسادهم تتوهج عطورا وطيبا من أرقى العطور والطيب.

يلهون. يسبحون. يلعبون. وعلى جلسات التدليك يتناوبون .وسياراتهم مصفحة فيها أقصى مواصفات الرفاه والسلامة والأمان ويحيطهم حراس. شديدي الباس. لا يرضون بهم مساس.

إقامتهم قصوراً او دياراً او دور فخمة. ضخمة. ترتفع أسقفها بأعمدة من المرمر المنحوت وتتوهج ارضياتها لمعانا ويسري عبر الجدران ماء عذب معالج بأحدث أجهزة التنقية وهو ليس للشرب بل للغسل وصنابير مياه من معدن خالص يتدفق منها الماء باللمس وليس بالتدوير والحمامات مياهها ساخنة وباردة ومعتدلة يخالطها ماء الورد او ماء الزهر واحواضها من المرمر العاجي . والفخار الزجاجي. بثت في القصور والديار والدور الزرابي الأصلية والفرش الرطبة الحريرية الزاهية والأرائك العريضة والخزائن المصقولة . والستائر المفتولة . والشاشات المرئية. واللوحات الجدارية. والمجسمات المنزلية. والمصابيح الوهاجة والاسرة الغاطسة في أعماق النعومة

إذا نازع الملل او الضجر أهالي جنة او بستان العراق ، على الفور تفتح لهم الخزائن للسفر إلى جنان وبساتين الدول الأخرى . تأشيراتهم ليست ممنوعة . وتذاكرهم مقطوعة . وجوازاتهم قبل المطار مطبوعة.

هذا وصفا قاصر قصير لجنة او بستان العراق ، هذه الجنة التي لم يدخلها الا حكام العراق والشعب العراقي منفيا عنها، جنة أحاط بها صدام واعوانه وعائلته وضيقها على نفسه وعائلته ولم يوسعها على الشعب العراقي وبعد تغير2003أحاط أعضاء البرلمان وعائلاتهم وأعضاء الحكومات وعائلاتهم بهذه الجنة وضيقوها على انفسهم ولم يوسعوها على الشعب العراقي ، الشعب العراقي الذي هو المالك الأصيل لهذه الجنة التي تتمتع بها فئات ولا يتمتع بها والتي لا يعرف لها حدود . ولا يعرف لها بنود . منفيا عنها إلى جحيم العيش فجسوم أبناء الشعب العراقي تهضم أدنى غذاء . وتحتسي ما تلوث من ماء . وتكتسي أبهت كساء . وتعالج بأغش دواء . ومراكبهم لا ترفع عنهم العناء فمراكبهم هى العناء لا توجد بها أدنى مواصفات الرفاه والسلامة ودائما عاطلة . باطلة . وإذا مرض ابن من أبناء الشعب العراقي ولم يجدوا له أهله علاجا في العراقي ، يبيعون أرضا او سيارة او حلياً حتى يعالج في الدول الأخرى ويسود بين أبناء الشعب العراقي الخوف والحذر من العصابات . او من النيران إصابات . او من التفجيرات . او الاغتيالات . او من نهب الأموال وخطف الفتيات . وترهقهم أدني خدمات . كهرباء وماء وقمامة وإدارات قدمت إزعاجا لا خدمات ومستوى السكن أما مقبولا او يتداعى او كوخا او لا وجود له.

والى كل حاكم ومحكوم:

أليس من حق للعراقيين ان يشربوا بعد الضمأ ماءً لا ضمأ بعده ماءً نمير. في بستانهم نغم وخرير . وان يجنوا رطبا من أعناق النخيل. وان يمتطوا جميعا صهوات الخيل. وان يهنأوا في ظل ظليل. ونسيم عليل. أليس من حقهم ان تكون بلادهم بستان لأهله لا بستان لغيرهم ، يؤتي ثماره . لمن نام واستيقظ في ظلال أشجاره. من قضى فيه عاملا ليله ونهاره. أليس من حقهم التمتع بخصب البستان. وان تطرب فيهم الأدان . بسماع شذو الأطيار لا نعيق الغربان. وان تنتشي أنوفهم بشذى البستان . لاروائح التلوث والدخان. ان تتكحل عيونهم بجاذبية الأزهار . لا رعب ومظالم المكان . أليس من حقهم ان يدخلوا جنتهم او بستانهم بسلام آمنين . لا مسكين. لا فقير ولا حزين . وذلك حقهم وقمة الاحقاق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك