المقالات

ابو مهدي المهندس..للجهاد عنوان

2678 2019-01-22

علي عبد سلمان

 

أطلّ أبو مهدي المهندس على شعبه، بشيْبته البيضاء المصبوغة بملح تراب العراق، مجاهداً قبل أن يكون سياسياً، وفدائياً قبل أنْ يكون مقاتلاً تقليدياً، آثر غبار المعارك، على الكراسي والقصور، تاركا ترفها لسياسيي المنافع، وقادة الهزائم..

إطلالته منذ صفحات الجهاد في العهد البائد، الى قتال التكفيريين منذ 2014، ترسم له صورة البطل المحرّر الى جانب رفاقه في الجيش والحشد الشعبي، بلغ بمبدئيّته وتواضعه، ما لا يُبلغ بالخيـل والجنود، مجسداً لنسق جديد من القيادات الشعبية المتجاوز لنمطية الزعامات العسكرية والسياسية التقليدية، الى التأثير المعنوي المباشر في دفع المقاتل إلى تحرير نفسه قبل الأرض، فأنتجـت له همّته وفطنته حبّ الجنود، وأهالي المناطق المحررة.

ولم يكن منهجاً قتالياً نمطياً، هذا الذي أرسى له المهندس في جبهات القتال، القائم على التمهّـل والمباغتة واحتفار الخنادق كتفا الى كتف مع العسكـر، لاستنبـاط الحيلة، والتدبيـر للجولات القتالية، مسخّرا تجربته القتالية الطويلة في الأهوار والصحارى طيلة عقود، حين قاتل نظام الدكتاتور المخلوع، في حرب عصابات، اختصرت الطريق إلى انتصارات على آلة الحرب الصدامية.

ولم يقضّ مضجع الإرهاب اسم كاسم أبو مهدي، مهندسُ طرْد داعش من الكثير من المناطق، بعدما فرض أسلوبا في التحرير والجهاد، يستمده من إيمانه بشجاعة الإمام الحسين (ع) وصبره في معركة الطف، حين جابه جيشا عاتيا من تكفيريين، هم أسلاف الإرهابيين الجدد.

لكن هذا الرجل، الحامل لعبأ الحرب، والكاظم للغيض من هول ما عايشه من أهوالها، لم يظهر في يوم بمثل ما يتوقعه المرء من قائد صنديد، تعلو صدره النياشين، وتحفل كتفاه بالرتب، بقدر ما كان بين المقاتلين، مقاتلاً بسيطاً يجلس على الحصير، ويفترش الأرض، وينام بين أولئك الذين يحرسوه اكثر مما يحرسون انفسهم، لانهم احبوه ووثقوا به.

على أن هذا الإنسان الذي رأى بعينيه ما فعله الأشرار في أبناء طائفته من قتل وتهجير وانتهاك للحرمات وهدم للأضرحة المقدسة، لم يدخل قلبه الحقد على الآخر، فلم ينتقم، ولم يألّب طائفياً، رغم استفزازات أقوام تحشّـت أجوافها بكبريت الكراهية، بل فاجأ الخصوم الذين قاتلوه بالعفو عنهم اذا ما كفّوا، ودحض "طائفية" المعركة، بإعلانه تعاون العشائر "السنية" للتحرير وبسط الأمن، حتى استتبّ له تحرير تكريت بالسياسة والحرب معا.

لحية بيضاء، تحيط بوجهٍ بشِرِ، ملامحه الحلم والصبـر والوقار، تُذكّر المقاتلين بهيئة الرجال المؤمنين، وقامة باسقة تذكّر بقامة ابي الفضل العباس(ع)، وبدلة قتال بسيطة، خالية من ترف المظهر التقليدي، كما يقول مقاتل، ذلك إن هذا الرجل المخضرم، المؤمن، يحق لمقاتليه أن يصفوه بهذا النبل، بعدما غرفوا من بحر إيمانه بآل البيت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك