خالد القيسي
لا يهمنا هذا الزمن الفقير، زمن ألإغتراب وألهجرة والعسرة، نريد العودة الى الوراء ستين عاما!! لم تكن هنالك مسدسات كاتمة القتل، ولا كلاشنكوفات ولا BKC ولا أحادية تنصب في شوارع ضواحي بغداد، فضلا عن المحافظات فهنالك غابة من العنف وقوة في إستخدام السلاح.
نحن اليوم أسوأ بكثير بتفرد جماعت فاسدة لا يحكمها ضابط ديني ولا أخلاقي ولا يهدأ لها بال ، فالتجاوز على القانون مسألة حاضرة على الدوام..جاهلة في كل شيء، تصور فسر حدهم التجاوزعلى الرصيف وضمه الى بيته مسموح بفتوى من سيد أو شيخ معمم!! الذي يحز في القلب يدعي هذا ألمرائي الصلاة والصوم والذهاب الى الجامع لإداء الفرائض!
كيف نمت هذه المجموعات وتبنت نهج الاستيلاء على المساحات المتروكة في العاصمة كمتنفس أو خدمات..وتظهر العمارات والمحلات بدلها وسط المساكن في أيام معدودات والبلديات تتفرج!! لا أشجار تزرع لا خضرة لا حدائق. شوارع يعتدى عليها وتلوث بيئي حاضر بقوة.
المؤسف أن يستغل هؤلاء عباءة الدين والاوهام ويؤسس لحقبة كهوفية مزانة بواقع مليء بالمرارة معاش، وزع علينا الكره، فكان سعيدا من اغترب عن هذا المحيط واضطر الى الهجرة!!
العيش في مجتمع فيه من المتناقضات عشناها في مشاهد لا تصدق وبهذا تعثرت تجربتنا على حاضرمريض، جعلتنا نبكي ونلطم على مرارة جيوش الاستيلاء من موظفي الرئاسات الثلاث في نهب المال العام!! والذي فسره البعض بلغة الارقام والحساب فتنبأ بافلاس الدولة..لا يسعفها تصدير آبار نفط، ولامدخول زيارات ومناسبات العتبات المقدسة .
نظام انفرد به من يدعي الفقر وألمظلومية، منهم من استولى على الساحات العامة والشوارع ، وبناء مدن عشوائية، والتجاوز على الكهرباء ، والمياه لغسل السيارات في الشوارع، وشهادات مزورة سادت ووصلت الى مستوى الدكتوراه..وكثرة فاسدة قومية ومذهبية، مثلت نظام استولى على الوظائف العليا والدنيا ومنح الرواتب العالية في قيادة جمع الموظفين في الرئاسات الثلاث أملتها المحاصصة على حساب أصحاب البلوى والمتقاعدين وألنائحات من أمهات الشهداء والمعوزين وكثرة ألعوائل المتعففة.
رغم الضعف الذي نشعر به والانقسامات الكثيرة ففي الشارع ثمة مخلصين ونزيهون يرغبون في تغيير المعادلة وتغليب ارادة الحلم باقامة نظام ديمقراطي يطمئن فيه الفرد على ممتلكاته وماله وعياله ويسعد.
يحتاج هذا الى تحرك سلمي، من حشد مستقل يسع كل ابناء البلد، وشباب ينتقي من تجارب الشعوب الاخرى وخاصة ما جسده أشقاؤنا المصريون في تظاهرات واعتصامات، حتى ازاحة الرئاسات الثلاث ومجالس النهب للمحافظات..ليس طموحا في سلطة..وانما تحقيق ارادات الشعب في خياراته..في ترميم البيت الذي تصدعت أركانه..ايقاف هدر ونهب الاموال..وانهاء حالة فوضى مصادر الولاءات لقوى لها تأثير كبيرعلى المشهد السياسي .
الممارسات اليومية الضارة لحالتنا السياسية والاجتماعية من هيمنة متخلفة، وما تضيفه من عذاب وعسرة، هي التي تقودنا الى عدم فهم طبيعة العلاقة بين المواطن المسحوق ونظام أريد ان يكون حاضنة له واسعاده، وليس للمكونات والتيارات والاحزاب والتجمعات التي غاصت في الفئوية والطائفية والعرقية والفساد ألمالي وألإداري.
https://telegram.me/buratha