ضياء المحسن
وسط صراع المكاسب والحصول على المناصب فيما بينهما، تحاول بعض الكتل السياسية أن تفرض سطوتها بقوة الإتفاقات وإفتعال الأزمات، على أمل الوصول الى مآربها؛ بغض النظر عن مصلحة المواطن في هذه المحافظة أو تلك.
تعاني أغلب المحافظات من إهمال متعمد من قبل الحكومات المحلية، في المقابل نجد تصريحات هذه الحكومات تلقي باللائمة على الحكومة المركزية، في محاولة لإفتعال أزمة بين المواطن والمركز، الأمر الذي نجحت فيه هذه الحكومات وبسبب جهل المواطن في مسعاها هذا.
صراع المكاسب هذا هو صراع سياسي بإمتياز، وهو الخط الأحمر الوحيد الذي يمكن أن يصمد وتسقط بقية الخطوط الحمراء التي يضعها هؤلاء السياسيون، ففي الذي نجد فيه غياب البرنامج الحزبي والإنتخابي لدى أغلب الكتل السياسية، فإننا نلاحظ لجوءها الى محاولة فرض إرادتها بالقوة والترهيب، وتحول هذه الأحزاب الى ما يمكن تسميته ب (أحزاب البيوتات) مستغلة أسماء شخصيات لها تاريخ في المشهد العراقي، الأمر الذي يعود على هذه الأسماء بالضد، حيث نجد أن الشارع بدأ يمقت هذه الأسماء؛ بسبب إستغلالها من قبل هذه الأحزاب.
الحالة الأخرى التي يمكن تأشيرها في المشهد السياسي العراقي، هي حالة التشظي والإنقسام، والذي يذكرنا بما درسناه من الكيفية التي تنشطر بها، والتي بإمكانها ان تنشطر الى اكثر من مليون خلية في 7 ساعات، أما الأحزاب في العراق فإننا نلاحظ أنه بعد كل إنتخابات تشريعية تأخذ الكتل بالإنقسام على نفسها الى أحزاب وأحزاب و...، لكن بدون برنامج تطرحه للجمهور، لكنها لا تزال تؤمن بنظرية المؤامرة؛ ولا نعرف من هو الذي يتآمر على هذه الأحزاب؟ لا أحد يعلم.
في المقابل فإننا نجد ضعف الحكومة المركزية تجاه ما يحصل في المحافظات، خاصة فيما يتعلق ببطء المشاريع الخدمية، والتي يشوب كثير منها شبهات الفساد المالي والإداري، بسبب تكالب أشخاص محسوبين على هذه الأحزاب، بالإضافة لوجود متنفذين داخل الحكومات المحلية يحيلون المشاريع لهؤلاء مقابل عمولات تصل في بعض الأحيان الى اكثر من 25% من مبلغ المشروع المحال للتنفيذ، ما يضطر معه المقاول الثاني او الثالث لتنفيذ المشروع بمواصفات دون المستوى المطلوب.
لقد كان المؤمل من هذه الأحزاب أن تضع خدمة المواطن نُصب عينيها، لكنها لم تفعل، ما جعلها تخسر ثقة المواطن بها وبما تطرحه، فلجأت الى اسلوب (أحزاب البيوتات) لعلها تنجح في بعض مساعيها للحصول على أكبر حصة من كيكة العراق التي يسيل لها اللعاب.
إن الخط الأحمر الوحيد هو مصلحة الوطن والمواطن، وهو الذي فشلت فيه الأحزاب مجتمعة، بالتالي فإن المواطن ينظر بريبة وشك في كل ما تقوم به ولم يعد يثق بها، وعدم الثقة هذا جعلها تتخبط سواء في قرارتها وحتى في الأشخاص الذين ترشحهم لتسنم مناصب في الدولة العراقية.
https://telegram.me/buratha