المقالات

المصالح السياسية، خط احمر!

1764 2019-01-27

ضياء المحسن


وسط صراع المكاسب والحصول على المناصب فيما بينهما، تحاول بعض الكتل السياسية أن تفرض سطوتها بقوة الإتفاقات وإفتعال الأزمات، على أمل الوصول الى مآربها؛ بغض النظر عن مصلحة المواطن في هذه المحافظة أو تلك.
تعاني أغلب المحافظات من إهمال متعمد من قبل الحكومات المحلية، في المقابل نجد تصريحات هذه الحكومات تلقي باللائمة على الحكومة المركزية، في محاولة لإفتعال أزمة بين المواطن والمركز، الأمر الذي نجحت فيه هذه الحكومات وبسبب جهل المواطن في مسعاها هذا.
صراع المكاسب هذا هو صراع سياسي بإمتياز، وهو الخط الأحمر الوحيد الذي يمكن أن يصمد وتسقط بقية الخطوط الحمراء التي يضعها هؤلاء السياسيون، ففي الذي نجد فيه غياب البرنامج الحزبي والإنتخابي لدى أغلب الكتل السياسية، فإننا نلاحظ لجوءها الى محاولة فرض إرادتها بالقوة والترهيب، وتحول هذه الأحزاب الى ما يمكن تسميته ب (أحزاب البيوتات) مستغلة أسماء شخصيات لها تاريخ في المشهد العراقي، الأمر الذي يعود على هذه الأسماء بالضد، حيث نجد أن الشارع بدأ يمقت هذه الأسماء؛ بسبب إستغلالها من قبل هذه الأحزاب.
الحالة الأخرى التي يمكن تأشيرها في المشهد السياسي العراقي، هي حالة التشظي والإنقسام، والذي يذكرنا بما درسناه من الكيفية التي تنشطر بها، والتي بإمكانها ان تنشطر الى اكثر من مليون خلية في 7 ساعات، أما الأحزاب في العراق فإننا نلاحظ أنه بعد كل إنتخابات تشريعية تأخذ الكتل بالإنقسام على نفسها الى أحزاب وأحزاب و...، لكن بدون برنامج تطرحه للجمهور، لكنها لا تزال تؤمن بنظرية المؤامرة؛ ولا نعرف من هو الذي يتآمر على هذه الأحزاب؟ لا أحد يعلم.
في المقابل فإننا نجد ضعف الحكومة المركزية تجاه ما يحصل في المحافظات، خاصة فيما يتعلق ببطء المشاريع الخدمية، والتي يشوب كثير منها شبهات الفساد المالي والإداري، بسبب تكالب أشخاص محسوبين على هذه الأحزاب، بالإضافة لوجود متنفذين داخل الحكومات المحلية يحيلون المشاريع لهؤلاء مقابل عمولات تصل في بعض الأحيان الى اكثر من 25% من مبلغ المشروع المحال للتنفيذ، ما يضطر معه المقاول الثاني او الثالث لتنفيذ المشروع بمواصفات دون المستوى المطلوب.
لقد كان المؤمل من هذه الأحزاب أن تضع خدمة المواطن نُصب عينيها، لكنها لم تفعل، ما جعلها تخسر ثقة المواطن بها وبما تطرحه، فلجأت الى اسلوب (أحزاب البيوتات) لعلها تنجح في بعض مساعيها للحصول على أكبر حصة من كيكة العراق التي يسيل لها اللعاب.
إن الخط الأحمر الوحيد هو مصلحة الوطن والمواطن، وهو الذي فشلت فيه الأحزاب مجتمعة، بالتالي فإن المواطن ينظر بريبة وشك في كل ما تقوم به ولم يعد يثق بها، وعدم الثقة هذا جعلها تتخبط سواء في قرارتها وحتى في الأشخاص الذين ترشحهم لتسنم مناصب في الدولة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك