الروائي صباح مطر- ذي قار
شطح بي الخيال عائدا القهقري إلى ما قبل العام ٢٠٠٣ وافترضت حيث لا يصح الافتراض ان الانترنيت متوفر لدينا كما هو اليوم ومتيسر باسعار زهيدة يتمكن من خلالها الجميع من الاشتراك وصفحات التواصل الاجتماعي مفتوحة أمام الجميع ،هو افتراض ومحض خيال ليس إلا؛ أو قد تكون فنطازيا أجبرني عليها هطول المطر الذي فرض علي اقامة جبرية سرحت بها مع اللاواقع الذي قادني لتصور ما ينشر على الصفحات وفي المواقع وحال التعليقات والردود... لا شك أنها أكثر انضباطا وحتى تأدبا خشية عين الرقيب وسوط الجلاد.
تخيلت صور الملفات الشخصية تتوسط أغلبها صور القائد الضرورة بلى لا شك في ذلك، وما أكثر المتباهين بزيهم الزيتوني وهم يشدون أوساطهم بالانطقة ويتمنطقون بالمسدسات أو يحملون البنادق وأكثر الفيديوهات مشاهدة ( لبطل التحرير القومي) وهو بين اركان قيادته أو في جولاته التي كان يظن أنه يجمل بها وجه سلطانه القبيح، تخيلت وكأنني أرى رؤى العين من أدمنوا الآن كيل الملامة على الحكومات الحالية وهم ينعتونها بأبشع النعوت ويكيلون لها السباب والشتائم ويقذفونها بأقذع الالفاظ وهم يثنون على ( سيادة القائد) ضارعين إلى الله تعالى ان يديم عليهم ظله الوارف ويبقيه ذخرا لهم وامثالهم ليأكلوا المزيد من ( الشبيشة) والعلف ويرتدوا الاسمال ويبيعوا لأجل ذلك شبابيك بيوتهم وقدور مطابخهم والمواعين ويرتدوا الاسمال المهلهلة ويتنزهوا في معسكرات تدريب الشعب وجيش القدس أو في افتتاح جداريات صور المهيب الركن( وهو دمج طبعا ) وهي تزين كما يصفونها مداخل المدن والشوارع وواجهات المباني الحكومية.
لم تدم خلوتي طويلا فقد أخرجني منها رنين هاتفي النقال فنهضت للاجابة عليه متثاقلا وكأنه أيقظني من نوم عميق .