زيد الحسن
في يوم ممطر وامام بيت الكاهن الشاهق البناء ،
تزحلق الشيطان و وقع في حفره فانكسر ،
فقال له الكاهن ؛ سوف ادفنكَ وتموت ونتخلص منك ،
فقال له الشيطان ؛ ايها الابله الناس اعطوك واغنوك كي تخلصهم مني فاذا مت فلا حاجة لهم بك فستفتقر ، وينتهي ملكك ، فقام الكاهن واخذ الشيطان وعالجه وزاد استغلاله للناس بقوة الشيطان .
ترد على آلسنة الكثير من ساستنا مقولة ( مخالف للدستور وموافق للدستور ) ، والكثير منهم يعترف صراحة ان الدستور قد ضمن لهم البقاء مدى الحياة في مواقعهم ومناصبهم مع الحصانة والرواتب الضخمة والامتيازات ، ومن المستحيل ان يتم تغيير هذا الدستور الذي أسموه ( قرأن البرلمان ) .
السيد رئيس الوزراء عندما يريد استبدال محافظ او مدير عام لا يستطيع ذلك لأن المحكمة الاتحاديه تعيده بلمح البصر فهي معبد صنم الدستور المقدس ، ولا يمكن ان يتم رفض قرار لها مهما كانت الاسباب .
تظاهرات تطالب بتعديل الدستور الذي كتب في ظل الاحتلال الامريكي ، وقد تبنى هذا المطلب الكثير من السياسيين العراقيين ،
لكن المضحك بالامر فقرة ( ان تعديل الدستور يجب الا يتعارض مع نص فقرات الدستور التي وضعت كشرط التعديل )، يعني اياكم والمساس بما شرعناه لنا ولاولادنا والاحفاد ، وأياكم والعبث معنا نحن من أنزلناه دستوراً مباركاً لنا .
الشعب العراقي بكافة شرائحه مظلوم ظلماً كبيراً من هذا الدستور ، الا الاحزاب وزبانيتهم ، حتى أصبح الشبه بينهم وبين كهنة معبد آمون لا غبار عليه ، بل هم نسخة طبق الأصل من هذا المعبد ، ومن يعترض فقد كفر و وجب عليه القصاص واقامة الحد .
الدستور يقول ان الرئاسات الثلاثة مقسمة بين السنة والشيعة والاكراد ، وهذه اولى العقبات التي تعارض حلمنا في بناء دولة ، لانها محاصصة طائفية عرقية ، انتجت لنا آفات الفساد كله ، ولا يحق لفرقة الاعتراض على الفرق الاخرى .
الحقيقة المرة أن المحكمة الاتحادية التي تعمل الان تشكلت بقرار من الحاكم المدني بول بريمر ، وهي لا علاقة لها بالدستور العراقي ، فقرار بريمر صدر بتأسيسها عام ٢٠٠٤ وتأسست خلاله ، بينما الدستور أوجد عام ٢٠٠٥ ، وتعتبر المحكمة الاتحادية اعلى سلطة من الدستور نفسه ، وهذا دليل واضح ان الاحتلال لا يريد الخير لهذا البلد .
جميع الساسة المصرين على هذا الدستور هم ذاك الكاهن الذي عالج الشيطان ، فإن شيطان العراق اليوم هو الدستور .
https://telegram.me/buratha