المقالات

عزف غربي وراقصون شرقيون..!

1629 2019-02-01

كاظم الخطيب


الرقص الشرقي حركات من المجون، ولمسات من الجنون، على أنغام صاخبة وأجواء لاهبة، تنتهي بالراقصين، جهداً وإعياءً وإبتذالاً.
الموسيقى من الغرب تأتي بذلك الصخب، وتهيئ تلكم الأجواء؛ لتثير ذانكما الجنون والمجون الشرقيان، اللذان ينتهيان بجهد كبير، وإعياءٍ كثير، وإبتذالِ ماله من نضير.
ما شاء الغرب وما شاءت أمريكا، لا ما شاء الله ورسوله؛ عقيدة تأصلت لدى كثير من المسلمين الذين يشغلون مساحة كبيرة من الشرق الراقص على أنغام غربية ماجنة.
خبث سياسي يدفعني إلى فضح الليالي الحمراء، التي كان يحييها سماسرة السياسة الغربية، وشذاذ التبعية العرب، ولا أقصد القادة أو السياسيين منهم فقط؛ بل إن خبثي هذا يتعدى ذلك بكثير.
تسآلت يوماً ماذا لو كان العرب أحراراً؟ ماذا لو كانوا ذوو سيادة على أوطانهم وخيراتهم؟ ماذا لو كانوا يمتلكون من الحكمة شيئاً- ولو كان نزراً-؟ ترى كيف سيكون حالهم اليوم؟.
تصورت أنهم كانوا كل ذلك..! كما تصورت أنهم باركوا قيام الثورة الإسلامية في إيران! وإبتهجوا لزوال حكم الشاهنشاهية البغيض الذي كان يمثل أذرع أمريكا في المنطقة؛ بحيث كانت تطلق عليه( شرطي الخليج) وأنهم لم يسمحوا بمجيء طاغية العراق( الهدام)، ولم تك هناك حرباً لثمان سنوات مع إيران، وأن خيرات البلدين مازالت، وأبنائهما الذي قضوا في الحرب، مازالوا وما قتلوا.
ذهبت بعيداً بتصوراتي، الى الحد الذي تمكنوا فيه من تشكيل مجلس تعاون عربي- وليس مجلس خليجي ليكون ( سجينة خاصرة لكل شريف)- وإن مجلس التعاون هذا، قد رسم خارطة من التحالفات القائمة على أساس القدرة العسكرية، والإقتصادية، والبشرية فضلاً عن الموقع الإستراتيجي المتميز، الذي تمر به كل سبل الحياة التجارية للعالم أجمع.
وأنا في قمة تصوراتي هذه، ورغم خبثي كله، وجدتني أنتصب قائماً، وأنا أقول" إذا والله لسادوا العالم كله، ولوجدنا شركات التنظيف الأوربية، وشركات الصرف الصحي الأمريكية، والعمالة التركية، واللاجئين الروس، والمتملقين من السياسين في البيت الأبيض، والمنافقين من الإعلاميين في الCNN، والراغبين في الحصول على جنسية وجواز سفر عربيان، بدلاً من قوات الإحتلال الأمريكي، وقطعان الجيش التركي، وقطعات الجيش الروسي، وغيرهم أو من الأسياد الذين إشتريناهم لينعموا بخيراتنا التي منعنا عنها شعوبنا ليكونوا عبيداً، للغرب طائعون، ولأمريكا ولليهود راكعون.
تباً لتصوراتي.. فقد أخذتني بعيداً عن أجواء الموسيقى الغربية، والرقص الشرقي العربي، فعندما عزفت أمريكا مقطوعة موسيقية مفادها، أن الثورة الإسلامية في إيران، هي خطر يهدد المنطقة العربية والعالم أجمع، تراقص لها شذاذ الخليج، وهزوا لها أكتافهم تيهاً، ومؤخراتهم طرباَ، فأسقطوا البكر في العراق، ونصبوا له خلفاً لعين، أسموه بطل الأمة العربية، وفتحوا له بوابة من الشر أسموها البوابة الشرقية، وسخروا له كل إمكانياتهم المادية، والسياسية للقضاء على تلك الثورة.
عزفت أمريكا والغرب معزوفة الربيع العربي، وإذا بكل الشعوب العربية، تملأ الساحات، وتزحم الشوارع والحارات، رقصاً وتمايلاً، حتى غدت كل حكومات الإستبداد الأزلي، تتساقط وكأنها قطع من الدومينو.
اليوم وفي العراق، كثر العازفون، وإنبرى الراقصون، وتمايلت الأكتاف، وهزت الأرداف، وتشابكت الأيدي، وتحلقوا للجوبي وللدبكات؛ إبتهاجاً وطرباً، بمعزوفة فصل الدين عن السياسة، وتغييب دور المرجعية، ومعزوفة نزع سلاح الحشد وحصر السلاح بيد الدولة، ومعزوفة حكومة الإنقاذ الوطني، التي سيكون قوامها بقايا داعش البغيض وأيتام البعث اللقيط.
بكل ثقة أقولها.. يا أبناء قومي، ويا أخوتي في الدين والوطن.
إذا أردتم الحياة، فلا ترقصوا على أشلاء ضحايا الإرهاب، ولا تستهينوا بتضحيات الشهداء، ولا تستخفوا بمقام مرجعيتكم وحصنكم المنيع، فإنهم ما عزفوا بأوتارهم، إلا ليسلبوا منكم أسباب وجودكم، وفخركم، وشرفكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك