قاسم العبودي
مع أطلالة عشرة الفجر المباركة , ونجــاح الثورة الأسلامية في أيران , يجب على المتابع ومن يدعــــي الأسلام أن يتأمل بتلك الثورة وأن كان متأخرأ .
هل كانت الثورة الأسلامية تدعوا لأسقاط نظام ؟ أم لأقامة نظام ؟ .
مما لا شك فيه أن قائد الثورة الأسلامية السيد روح الله الخميني , كان قــد أعد العـدة وهوه فـــــــي صباه الحوزوي , بأقـامة مشروع أسلامي تكاملي يتخطى جغــرافية المكان وحتى الزمان . وقـد وضع خـــــــط الشروع النهضوي ومن معه من القادة الربانيين الذين أندكوا في خطى الأسلام , وكانوا على قدر كبير من اليقظة والتدبر .
لقد تبنى السيد الأمام المشروع النهضوي داخل الساحة الأيرانية , لوجود العلة المستفزة للأنطلاق . فقـــد كان حاكم أيران وشاهها المستبد , قد فتك بالشعب وجعله أداة طيعة بيد الأستكبار العالمي متمثلا بأمريكا وأذنابها في العالم .
فكان لا بد أن يكون للأسلام بصمة واضحة وجلية , بالنهوض بأعباء الأمة التي ركنت الى المستبد طائعة وبذل مخزي . أتقن السيد الأمام وبلطف رباني قل نظيره عصريا , بناء مشروعه العالمي الذي جابـــــــه بـــه النظام العالمي المستبد , ضاربا عرض الحائط , كل القوانين الحوزوية الخانعة وقتذاك . لقد سحــــب الســيد الأمام الخميني البساط من تحت أقدام بعض ممن يحسبون على رجالات الحـوزة النجـفية والقمــــية التـي ركنت وبأسف شديد الى الصمت الذي جرأ السلطات المستبدة للنيل منهم .
لقد كان صوت السيد الأمام مدويا , سرعان ما تلاقفته أجهزة الأستخبارات العالمية , وأيقنت تلك الأجهزة بقيمة الخطر الذي سيطالها بنهاية المطاف . فعملت على أجهاض الثورة بشتى الوسائل والسبل , لكن الله تعالى سدد رجالات الثورة ضد أعداء الدين في الداخل والخارج . فكانت ثورة أسلامية نهضوية حركــية كبرى قل نظيرها في التأريخ المعاصر .
لقد أقام السيـد الأمام مشروعه النهضوي وأنتصر . وقد حيـكت المؤامرات ضد الثورة , أولـها حـــــرب مفروضة لمدة ثمان سنوات , لكن أبى الله ألا أن يتم نوره ولو كره المشركون . من الله على الشعـــــوب المسلمة جمعاء بنجاح تلك الثـورة المباركة بأسقاط نظــام , وأقامة نظام آخــر, سنتناوله بالتحــليل بعــدة مقالات أخرى بأذن الله تعالى .
https://telegram.me/buratha