المقالات

مونتير بربطة عنق وملايين الدولارات !

2561 2019-02-02

زيد الحسن 


المونتير هو الشخص الذي يروي حكاية من خلال التسلسل والايجاز ، وظيفته خلف احساس مطلوب عن طريق ( حذف ) و ( اضافة ) امور مثيرة للاهتمام ويجعل الجمهور في حماسة ، وله الحق في اي تركيب يراه مناسب للعرض والقبول .
أنت لم ترش الماء في وجهي ، انت لم تقطع لي غصن ، انت لم ترفع صوتك امامي ، انت لم تغتابني ، انت لم تسرق لعبة طفلي الصغير ، انت لم ترمي الاوساخ في حديقتي ، انت لم تهرب عن نصرتي بقول الحق حين تشاجرت مع احدهم .
اتى احدهم بمصطلح جديد ، فاق في النبح أباه ، فاق مصطلح المصالحة الوطنية التي جلبت لنا رموز الشر ، جلبت مريضي الانفس ممن لا ضمير لهم ، مصطلحهم الجديد ( طي الصفحة ) ولا أعلم عن اي صفحة يتحدثون .
صفحات سوداء كثيرة في سجل تاريخهم تعيش بين دفتي هذه الصفحة المراد طيها ، اولها صفحة لا يحق لمخلوق الحديث عنها ابداً، فهي صفحة اختص بها صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، ولا يمكننا التحدث عنها بأي حال من الاحوال .
لنترك الف واربعمائة سنة ماضية ، فيها من صفحاتهم الظلم الكثير ، ولنتحدث عن صفحات عشناها نحن ، نعم نحن اصحاب العلاقة المباشرة بهذه الصفحات .
حقبة كاملة امدها خمسة وثلاثون عاماً ، خلفت صفحات قمع وقتل وتشريد ، اعلم انني ساتعب واغفل عن كثير منها ، لكن اذكر صفحة علمائنا وسادتنا الذين ازهق ارواحهم نظام البعث الكافر ، كيف ستطوون هذه الصفحة وما هي الحجة المقنعة التي سوف يقبلها انسان سوي .
صفحة المقابر الجماعية والكيمياوي التي تضم بين طياتها رفاة شباب ونساء بعمر الورد كان مصيرهم الدفن في مقابر مجهولة العناوين .
صفحة هتك الاعراض التي كان بطلها عدي وقصي وجلاوزة النظام ماذا عنها .
صفحة قتل ونفي وتشريد العلماء والشرفاء والاساتذة والاطباء ما رأيكم بها ؟
صفحة مشاركة الشعب في طعام الاغنام والابقار لمدة خمسة وثلاثين سنة وانتم تاكلون ما لذ وطاب ماذا عنها .
صفحة الحروب الغير مبررة التي راح ضحيتها الملايين وخسر العراق فيها كل ما يملك ماهي رؤيتكم عنها .
صفحة الجهل وتسليم العراق تراباً بيد الاميركان والسماح لهم باكمال مخططهم بتدمير مابقي في العراق ، وهي اشد الصفحات موجعة لنا ولن ننساها ابداً .
اليوم بعد ان امتلئت جيوبكم باموال السحت المسروقة من افواه الفقراء تريدون طي الصفحات ، وكأن شيئاً لم يكن وجلبتم هذا المونتير الشاطر ليقص اوجاعنا من التاريخ ويعرض ابتسامات زائفة تحت مسمى طي الصفحات ، هذه والله ماهي الا اضحوكة الضحكات ، يا قوم علينا اعادة الحساب من جديد دون تدخل المونتير ، هذا هو الحق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك