غازي العدواني
ما زالت محاولات البعض من الداخل مع الأسف ومن الخارج
تلوح بعودة( البعث الصدامي) ذلك المنهج الدموي الذي إعتاش على سلب الهوية الوطنية وتكريس لمعنى الطائفية وقتل للدين والمذهب وهو يتمثل بفرعون العصر الذي جعل من شبابنا أضاحي يسوقهم الى متون الحروب العبثية ويستنزف ثروات البلد هو وعصبته الماجنة بصورته الكارثية المتمثلة بالرمز الطاغية السادي النزعة والساقط اخلاقيا المجنون بحب( الأنا) الذي جنى على الحرث والنسل وشوه التاريخ في أظلم حقبة دموية مر بها العراق وشعبه المسكين الذي يترنح تحت وطأة حكم حزب مستبد ظالم إستلب الحرية وجعلنا نعيش( ذلةٍ منظمة) استهواها وتكيف معها البعض مع الأسف الذين يحملون صفة العبودية في جيناتهم
* إن حقبة البعث الصدامي المظلمة لمدة 35 عاما كانت امتهانا لكرامة شعب عاش الويلات من تعذيب وتشريد وسجون مكتظة بخيرة شبابنا وآباءنا ممن كان يعترض على فكر ومنهج وسلوك حزبٍ ملعون خنق إرادة شعب وعزله عن العالم ومتغيراته وتطلعاته وحجب عنه ثورة المعلومات وتقنياتها من تطور علوم وحداثة وحصره في زاوية الحرب والقتل والتدمير لثروات البلد وانفاقها على قصوره وملذاته
* لقد جعل البعث الصدامي من الاعلام أداة ترويض لتسطيح عقول الناس والسيطرة على كل تحرك او توجه او حالة وعي
لانه كان جبانا يخاف من ان يأخذ الوعي الجماهيري قوة تقف بوجهه وتنغص عليه احلامه المريضة فخلق ماكنة إعلامية اعطت للعالم تصوراً ان العراق قوي وأنه يمتلك قوة نووية قد تجعل منه مارداً عربيا يقوض احلام امريكا والغرب ويدمر أسرائيل...وما كان ضربه لاسرائيل الا صورة من صور الغطرسة والكبرياء الذي يؤكد روح ( الانا) السادية لرمز فرعوني تلاشى هو وجيشه وجبروته خلال أيام..
*فللواهمين أقول أن عودة البعثيين وتغلغلهم في الدولة ونفاذهم الى صناعة القرار انما هو استهتار واستخفاف بدماء العراقيين من مناضلين وثوار ومعارضين وبسطاء كانوا ضخايا لمقابر جماعية دفنهم البعث وخلف آلاف من الارامل والايتام والنساء الثكالى المفجوعات بالزوج والاخ والابن..
*ورغم مساويء الحكومات وصعاليك السياسة الجدد بعد سقوط نظام البعث وفرعون العصر( صدام) بعد 2003...وعدم معرفة البعض من شبابنا مواليد التسعينات وما فوق بطغيان وهمجية وبطش نظام صدام...ننبه الى ان عودة البعث المجرم ورموزه سيكون وبالاً على الجميع وإستهانة للدماء الزكية الطاهرة وللشرفاء والوطنيين ولله والوطن والدين....فلا يغرنكم دعوات وصيحات ابواق النفاق وشذاذ الآفاق بالاغراء بعودة حزب البعث ومغازلة البعض رغم معرفتنا أن السياسة(عاهرة) تبيح نفسها للجميع ولا تعترف بمنطق ولا اخلاق ولا دين...وانه ضياع لمظلومية وحقوق المعدمين ضحايا نظام البعث المقبور....