عبد الكريم آل شيخ حمود
تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأربعون لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران،بقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني طاب ثراه؛هذه الثورة الشعبية المباركة جعلت من الجمهورية الإسلامية ، قبلة الأحرار وأمل المستضعفين في العالم، التي أيقضت النوَّم ، من الذين استمرأوا حياة الذل والهوان تحت سياط حكام الجور ؛الأعزة على المؤمنين الاذلة على الكافرين.
جاءت الثورة المباركة لتغير الكثير من المفاهيم التي دأبت عليها أجيال وأجيال،ومن هذه المفاهيم هو مفهوم الانتظار،الذي كان سلبيا بالمرة،وهو أن نجلس في بيوتنا ونصبر عن ظلم الظالمين وجور السلاطين ، وثرواتنا تنهب أمام أعيننا وتعطى للمستعمر واذنابه،هذا الأمر لم يدخل في أذهان الكثيرين بعد شيوع الصحوة الإسلامية وتخطيها حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الأمر الذي أثار حفيظة حكام المنطقة ،فتم التخطيط على عجالة في وأد هذه الثورة ، بمباركة الإمبريالية العالمية وحليفتها الصهيونية والرجعية العربية ، التي بذلت ثروات شعوبها لدعم نظام صدام حسين المجرم ليخوض حربا شعواء دامت ثماني سنوات.
الإرادة الصلبة والإيمان بحتمية انتصار منطق جبهة الحق حيال خبث جبهة الباطل ؛ وبعد أن تكالبت قوى الاستكبار العالمي وذيولة في المنطقة العربية وعملاء الداخل،خرجت الجمهورية الإسلامية من هذه الحرب ،وقد نفضت تراب الحرب،لتبدا معركة البناء الكبرى وتطوير القدرات القتالية الى أعلى مستوى مطلوب ،لأن اعداء الثورة الإسلامية لازالوا يتربصون الدوائر،وبناء إقتصاد قوي مبني على الإعتماد على المنتوج الوطني والتقليل من الاستيراد الى ابعد الحدود ،ودعم التصدير ،لزيادة مدخول العملة الأجنبية.
ومن الجانب الآخر فقد كانت حرب عبثية بامتياز،لأن نظام البعث الصدامي خرج من هذه الحرب وهو مكبل بالديون التي أثقلت كاهل الإقتصاد العراقي ، لأن حلفاء الأمس الخليجيين للطاغية صدام ،لم يروا اليوم الذي تنهار فيه ثورة الإمام روح الله الخميني ،كما خططوا وارادوا وانما خرجت هذه الثورة وهي أصلب عودا؛لتبدا معركة تصفية الحسابات ، والتي تمثلت بمطالبة صدام باطفاء الديون الخليجية المترتبة عليه،ليدخل دولة الكويت غازيا في ليلة من ليالي صيف عام ١٩٩٠ ؛لتتم بعدها عملية كسر ظهر هذا النظام المتغطرس ،كما صرحت رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر آنذاك،ولتبدا عملية الحصار الشامل ،والتي أريد بها أضعاف هذا النظام الذي فقد دورة المرسوم له في إسقاط نظام ولاية الفقيه المباركة؛فقد سقط هذا النظام البالي في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ، والجمهورية الإسلامية أصبحت القوة الإقليمية رقم 1 في المنطقة ؛ بفعل حكمة القيادة الإلهية لنظام ولاية الفقيه التي قاد ركبها أية الله العظمى الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه،ليتسلم الراية من بعدة الإمام القائد علي الحسيني الخامنئي،وهو خير أمين على مكتسبات الثورة الإسلامية وشعبها وجيشها وحرسها الثوري.
دامت الثورة الإسلامية الإيرانية ودام فيضها الرباني.
https://telegram.me/buratha
