امل الياسري
لا فرصة لعودة الظلم والإضطهاد، ولن ندع الطائفية ترسم حدوداً بين السُّنة والشيعة، فإخلاص العراقيين هو العامل المهم، في بناء عراق جديد يسع مكوناته جميعاً، كما نحن اليوم نقف سداً منيعاً بوجه الإرهاب، ولقد عملنا طيلة عقود المقاومة، على خطين جهاديين وهما: خط الجهاد والمواجهة مع النظام المقبور، وخط الصمود والصبر حتى تحقيق النصر، ولكي نقيم حكومة العدل، لابد وأن تحكمنا المودة، والحب، والتناغم، والتعايش.
حشود كبيرة تنتظر موكب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، دخل من نقطة الشلامجة الحدودية، فإجتمع الزعيم الحكيم، بالعراقيين العطاشى للحرية والكرامة، فكانت الكلمات الأولى قبسات خالدة لهذا القائد الفذ، فمن ضمن ما ذكره عليه الرحمة والرضوان:(نريد الإستقلال ولا نريد حكومة مفروضة)،و(العراقيون لا يحتاجون لأحد، لمساعدتهم على بناء الحكومة الجديدة)، كما طالب الجماهير بقوله:(إتحدوا في كلمتكم لتكونوا كلمة واحدة، ويجب أن تكون مسيرتكم مستقلة).
مشاهد عظيمة لقصة إنتصار الدم على السيف، والحق على الباطل، والحسين (عليه السلام)، هو منهج الصواب والفضيلة، ويزيد عليه اللعنة منهج الخطأ والرذيلة، هذه الكلمات المضيئة، التي تحدث بها شهيد المحراب في رحلته، من البصرة وحتى وصوله الى النجف الأشرف، ليؤكد عمق تجديد البيعة والولاء، وهو ثورة بوجه الطاغية، والذي لم يستطع إطلاقاً وقف المد الحسيني، لأنه لا يفقه معنى نداء الحناجر: هيهات منا الذلة.
أمور عديدة يتطلب الإنتباه إليها، بعد سقوط النظام البعثي وصنمه الأهوج، أبزرها التعاون بين القوى الحقيقية الفاعلة، من أبناء المقاومة الإسلامية، والعشائر العراقية الأصيلة، والقوات المسلحة، والتي تؤكد رغبتها الخالصة في ملء الفراغ السياسي، للمحافظة على الأمن العام، ودرء الأخطار، وتنظيم صفوف الأمة، وتوحيد الكلمة تحت راية واحدة، وفتح صفحة جديدة في تأريخ العراق، إنها ومضات عميقة، ورصينة المعاني والدلالات، فما أدق حساباتك أيها الحكيم الراحل!
الجرح العميق لاينتبه لغزارة الدم، فكيف إذا كان الجرح رحيلك المبكر، يا أبا صادق يوم الجمعة؟ بعد أن أنهيت خطابك الجهادي في أول رجب، لكي تترك لنا بصمة لن تمحى من ذاكرة الوجود، فأنت مَنْ علمتنا معنى أن يكون الزعيم قائداً، حضارياً، واعياً، مشبعاً بمبادى الوطنية، والحرية، ونكران الذات، لتسمو روحك الطاهرة، وذرات جسدك لا تهدأ، فقد إمتطت صهوة الشهادة، في لوحة عطاء بلا حدود.
https://telegram.me/buratha