قاسم العبودي
سقط النظام البهلوي سقوطا مدويا , ونجحت الثورة نجاحا مدويا أيضا . وأجتمعت القوى الثورية لوضع اللمسات الأخيرة على هيكلية الثورة التي أبصرت النور بفضل الله تعالى وجهود الأمام الخميني , ورعيل الثورة الأوفياء . بدأت وفود الخليج بالتوافد على منزل الأمام الخميني , بعضهم للتهنئة , وبعضهم للمغنم , والكل كانت له حساباته الشخصية .
تفاجئت الوفود عندما رأوا محل أقامة السيد الأمام في أحد المدارس الأبتدائية في طهران العاصمة . كانوا يتخيلون بأنه سوف يسكن قصرا كا الذي أعتادوا زيارته أيام طاغية أيران بهلوي حينما كانوا يزورونه لتقديم فروض الطاعة والولاء , لكنهم صدموا عندما رأوا مهندس الثورة وقائدها يقـبع في صف دراسي . كانـت رسائلهم المحملة بالود , والطاعة تنتهي الى مقال واحد فقط . هو أن أطلقوا سراح موظفي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الذين تم أحتاجزهم من قبل مجموعة من الطلاب الثوريون !! . فكانت أجابة الأمام واضحة , كما كانت أجابة جده علي بن أبي طالب (ع ) واضحة بعزل معاوية بن أبي سفيان عن أدارة الدولة الأسلامية فــــي الشام حين آلت اليه أمور المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان . رفض السيد القائد أطلاق سراح موظفي السفارة الأمريكية الأ بعد أن تطلق سلطات الأحتلال الصهيوني , الأسرى الفسطينين من السجون الأسرائيلية . أمتعض من كان يحمل الرسائل من رد سماحة السيد الذي أفحمهم بالحجج والبراهين على بربرية الصهاينة . فكانت تلك أول وأقوى رسالة بعد نجاح الثورة , مفادها أن لا مهادنة من قوى الأستكبار ما داموا يحتلون أرض المسلمين . لقد أشعل فتيل المواجهة مبكرا , حتى لا تذهب الثورة بعيدا عن أسلاميتها الشرعية وتدخل في جيوب المنتفعين . تعالت أصوات بعض قوى الثورة ( النفعية ) من أن السيد الأمام يجب أن لايشعل فتيل أزمة قد تجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه . هؤلاء الذين سقطت أقنعتهم بعد برهه من الزمن , وتبينت أرتباطاتهم الخارجية .
أستطاع السيد الأمام في فترة وجيزة , بتبيان الخطوط العامة لثورته الأسلامية , وبأنها عابرة للحدود ولا تقف عند أيران وحدها . فرسم ملامح ثورته العالمية , وأطلق أدواتها ومسمياتها كي تكون بيد جميع أحرار العالم .
تقدمت جيوش الأستكبار الأعلامية للنيل من الثورة الفتية , فقد جند لهذا الموضوع قامات أعلامية من العيار الثقيل متمثله بمحمد حسنين هيكل وكتابه الموسوم : مدافع آية الله , التي سبقها بكتاب أيران فوق البركان عام 1951 . والدكتور فهمي هويدي وكتابه الموسوم : أيران من الداخل . فقد كان الكتابين عبارة عن ثورة مضادة لثورة الأمام الخميني , لكن سبحان الله الذي أنطقهم بالحق من حيث لايشعرون . حيث قال محمد حسنين هيكل ما نصه : أن الأمام الخميني رصاصة أنطلقت من القرون الوسطى لتستقر في القرن العشرين .
للحديث بقية أن شاء الله تعالى ...
https://telegram.me/buratha