كاظم الخطيب
ليس بالشيء الصعب مطلقاً أن تضحي من أجل أحدهم، ولكن الصعوبة في إيجاد من يستحق التضحية .. كما هو ليس باليسير أبدا أن تسامح من قتلك، وأحييته، ثم عاد ليقتلك، (كلا إنها كلمة هو قائلها)، ومن وراهم حساب إن شاء الله عسير.
إلى جلادي اللئيم، إلى كل عتل زنيم، إلى كل متبرم برغم جراحاتي النازفة، التي لم تندمل، ورغم معاناتي الحاضرة التي لم تندرس، ورغم تفاخر هذا الجلاد بما إقترفته يداه بحقي وبحق قومي، إلى كل الذين يدعونني إلى طي ألمي وبؤسي وثأري، أقول لهم تباً لكم، وتباً لما تدعونني إليه.
انها ذنوبكم التي لا تسعها مغفرة، إنها ذنوبكم التي نصت عليها كتب الله: القرأن، والإنجيل، والتوراة، والزبور، ذنوب هي حد الإلحاد، وهل للإلحاد من مغتفر؟
الإلحاد ذنب قد يقترفه أغلب الموحدون، فالإلحاد فعلاً لا قولاً؛ هو أنه لا يمكن لك أن تقدم على ذبحي؛ إلا إن تنكر وجود خالقي، الإلحاد هو أن لا تسلب عني ما أملك؛ إلا أن تنكر وجود رازقي، الإلحاد هو أن لا تتجرأ على ظلمي؛ إلا أن تنكر وجود رب عادل، الإلحاد هو أن لا تطلب مني صفحاً؛ ألا أن تنكر دستور الله بالقصاص وإن في القصاص لحياة.
لابد من قصاص عادل، لابد من تسوية الأمور قبل البدء بصفحة جديدة، والشروع ببناء مجد جديد، مجد شامل لا أمجاداً شخصية، مجد حقيقي لا أمجاداً وهمية خرافية ما أنزل الله بها من سلطان.
هلموا نطوي إذاً تلك الصفحات شريطة إن تكونوا أنتم قادرون على طيها، أو إنكم لم تكونوا قد سخرتم- ومازلتم- كل إمكانياتكم حقداً لتقويض حكومة العراق كونها بحسب- فهمكم الهمجي- حكومة شيعية، وما وصل العراق إليه اليوم وما خسره من مجد ودماء، إلا لحرصكم على عدم طيها، والثأر لجرذ بائس، قد نال محاكمة عادلة، على رؤوس الأشهاد.
أكبر طاغية في تأريخ العالم، جلاد من الطراز الأول، شجاع في سفك دماء الأبرياء العزل، رعديد بوجه سلاح الشرفاء، نال أعدل محاكمة في تأريخ العالم، لم يحضَ بها حتى من كان أشرف منه وأرفع.. لم يحضَ بها من قال له( عفا الله عما سلف)، فإنما هو ظالم بين رحمتين؛ رحمة العفو، ورحمة العقاب.
مع ذلك؛ مازالت حناجركم تصدح بتمجيده، وبالترجي اللئيم لو إنه كان موجوداً، ومازال جلادكم صفحة من زجاج بيننا وبينكم، لا تطوى ألا بالكسر.
https://telegram.me/buratha