المقالات

صفحات من زجاج، لا تطوى إلا بالكسر..!

1629 2019-02-05

كاظم الخطيب


ليس بالشيء الصعب مطلقاً أن تضحي من أجل أحدهم، ولكن الصعوبة في إيجاد من يستحق التضحية .. كما هو ليس باليسير أبدا أن تسامح من قتلك، وأحييته، ثم عاد ليقتلك، (كلا إنها كلمة هو قائلها)، ومن وراهم حساب إن شاء الله عسير.
إلى جلادي اللئيم، إلى كل عتل زنيم، إلى كل متبرم برغم جراحاتي النازفة، التي لم تندمل، ورغم معاناتي الحاضرة التي لم تندرس، ورغم تفاخر هذا الجلاد بما إقترفته يداه بحقي وبحق قومي، إلى كل الذين يدعونني إلى طي ألمي وبؤسي وثأري، أقول لهم تباً لكم، وتباً لما تدعونني إليه.
انها ذنوبكم التي لا تسعها مغفرة، إنها ذنوبكم التي نصت عليها كتب الله: القرأن، والإنجيل، والتوراة، والزبور، ذنوب هي حد الإلحاد، وهل للإلحاد من مغتفر؟ 
الإلحاد ذنب قد يقترفه أغلب الموحدون، فالإلحاد فعلاً لا قولاً؛ هو أنه لا يمكن لك أن تقدم على ذبحي؛ إلا إن تنكر وجود خالقي، الإلحاد هو أن لا تسلب عني ما أملك؛ إلا أن تنكر وجود رازقي، الإلحاد هو أن لا تتجرأ على ظلمي؛ إلا أن تنكر وجود رب عادل، الإلحاد هو أن لا تطلب مني صفحاً؛ ألا أن تنكر دستور الله بالقصاص وإن في القصاص لحياة.
لابد من قصاص عادل، لابد من تسوية الأمور قبل البدء بصفحة جديدة، والشروع ببناء مجد جديد، مجد شامل لا أمجاداً شخصية، مجد حقيقي لا أمجاداً وهمية خرافية ما أنزل الله بها من سلطان.
هلموا نطوي إذاً تلك الصفحات شريطة إن تكونوا أنتم قادرون على طيها، أو إنكم لم تكونوا قد سخرتم- ومازلتم- كل إمكانياتكم حقداً لتقويض حكومة العراق كونها بحسب- فهمكم الهمجي- حكومة شيعية، وما وصل العراق إليه اليوم وما خسره من مجد ودماء، إلا لحرصكم على عدم طيها، والثأر لجرذ بائس، قد نال محاكمة عادلة، على رؤوس الأشهاد.
أكبر طاغية في تأريخ العالم، جلاد من الطراز الأول، شجاع في سفك دماء الأبرياء العزل، رعديد بوجه سلاح الشرفاء، نال أعدل محاكمة في تأريخ العالم، لم يحضَ بها حتى من كان أشرف منه وأرفع.. لم يحضَ بها من قال له( عفا الله عما سلف)، فإنما هو ظالم بين رحمتين؛ رحمة العفو، ورحمة العقاب.
مع ذلك؛ مازالت حناجركم تصدح بتمجيده، وبالترجي اللئيم لو إنه كان موجوداً، ومازال جلادكم صفحة من زجاج بيننا وبينكم، لا تطوى ألا بالكسر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك