زيد الحسن
البؤساء لهم الحظ ايضاً في سجل التاريخ ، ويذكر لهم نصيباً من العطف أو ربما التاريخ يذكرهم لأنهم النقاء الوحيد الذي يقبع في الارض ، هذا النقاء المراد منه استحلاب العاطفة وسكب الدموع لمن يتصفح شيئاً ما ، مثل جريدة او مقال او كتاب او حتى مرثية .
فكتور هيجو في روايته الرائعة البؤساء ذكرهم واوغل لهم الذكر حتى جعل الناس تنسى اسمه وتنقش اسم بطلها البائس ( جان فالجان ) في ذاكرتهم .
لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت ، لأن الشح فيها باقِ ، بل اطلبه من بطون شبعت ثم جاعت ، لأن الخير فيها باقِ ، هذه حكمة من حكم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولا يشك احد انها قاعدة ودستور ، ولا يناقشها معترض الا وخسر رهانه .
مايجري اليوم على الساحة العراقية من تخبط في السياسات ، ومن رعونة في قيادة البلد ، وهمجية في تصفية الحسابات بين بعض السياسيين ، يجعلنا نفقد ثقتنا بهم شيئاً فشيئاً ، اختلط حابلهم بنابلهم ، وما عدنا نعلم جائعهم من غولهم الشره ، يتعاملون مع شعبهم بكل المكاييل ، السنتهم تقطر عسلاً ، وافعالهم يندى لها الجبين ، نحن نعيش في متاهة اولى خطواتها انها كانت بصحبة الشيطان الامريكي المعلومة نواياه لهم ولنا .
النبلاء في ساستنا كثر بتاريخهم فقط وافعالهم تنكر لهم هذا النبل ، والبؤساء في قومي لا عد لهم ولا حصر وسكوتهم ينكر لهم هذا البؤس .
لقد اصابتنا تخمة البؤس بالبلادة وما عدنا لرفع كاهل الحل نستطيع ، هواجسنا واحلامنا عقدناها بناصية نبيل ليتضح فيما بعد انه لبؤسنا مسرور ، وعلى اكتافنا يبني له المجد والقصور ، التضحيات ما زالت تسقي الارض دماءً حتى أنبتت كره لهذا الوطن ، ولم يعد لدينا امل في غد ولا رغبة في عيش .
الشعب العراقي يملك الجواز الاصفر الذي منح لجان فالجان وهو دليل كونه من اصحاب السوابق ، ويجب عليه البقاء طوال العمر تحت سندان البؤس تضربه مطارق الساسة ، وجوازات سفرهم الحمراء الدبلوماسية تعلن انهم نبلاء القوم وعليته ومترفيه ، لهم كل الحقوق والامتيازات ، علاجهم خارج البلاد في افخر مستشفيات الدنيا ، وعلاجنا الصبر والسلوان ، اطلقوا علينا اسم ( ابن الخايبة ) واجبنا الدفاع عن ( الوطن ) و واجبهم جمع الغنائم وتعليق النياشين على صدورهم ، ولم لا وهم ( النبلاء ) .
الشعب العراقي هو النبيل الوحيد في هذه المعادلة ، وهو صاحب البطولات وهو الذي يصنع المفاخر التي تدعونها ، لا انتم جان فالجان ولا لنبل النبلاء تقربون .
https://telegram.me/buratha