منى زلزلة
سألوها :- هل وافقتي؟
كان يوم عرسها ،وهي لاتدري
وكيف تعلم انها ستزف في هذا اليوم ،وانفها ينزف دما اثر كف اسقطها ارضا
وملابسها تمزقت من اثر ضرب السياط .
فجأة حملوها على ارتداء جلبابها واخرجوها الى القصر ،وصلت الى قاعة بهو واسعة مزينة جدرانها وتعلقت الثريات في سماءه ،وتدلت اشعتها لتنكسر على وجهها المضئ بنور الايمان.
أعجب الرئيس بصمودها ،فطلب مقابلتها ،وظن انه سيثنيها عن عزمها ،او هكذا تصورت خالدة عبد القهار سكرتيرته فما ينفع النظام قتل كاتبة او حبس امراة جميلة. بينما سينفعها اطلاق سراحها ،لتقضي بقية عمرها ترعى والدتها ،وتعيش كاتبة ومعلمة كما كانت تتمنى .
اقتنعت خالدة ان المعتقلة ستوافق على شرط القيادة باطلاق سراحها ، ان تظهر على شاشة العراقية ، وترفض وتستنكر مافعله الامام الخميني ،تكفيرا لتهنئة اخاها له بانتصار الجمهورية الاسلامية.
اقل من دقيقتين وينتهي عذابها ومحنتها وتعود الى والدتها فكل شئ متهئ لاخذ هذا التصريح،
دخل الرئيس عليها لتطمئن ان شرط القيادة قد صدر من اعلى راس بالسلطة ،وان الرئيس القائد يفي بوعده .
وان التقية ديني ودين ابائي شعار الشيعة اينما حلوا او رحلوا .
فالتقية تجيز لك ياآمنة الصدر يابنت الهدى ذلك، هيا! سترجعين تعلمين البنات، وهن بالمئات، ينتظرونك لتهديهن الى الصراط المستقيم ،وتنتشليهم من اوحال الفتنة .
وقفت بنت الهدى بقامتها الطويلة الممشوقة حاملة شعار التقية ديني ،والتقية لحفظ الدين بالعراق !
العراق الذي عشقت ترابه ،فتقبل تربته كل يوم ،فهي تحتفظ بتربة منه في جيبها ،تذكرت دم الحسين المعجون في تراب العراق !
تذكرت ان دمه قد حفظ الثورة في العراق مئات السنين ضد الظلم والطغيان ،حتى وصل اليها يعلمها الدور الزينبي.
تقول خالدة سمعت طلقات مسدس صدام وشهقتها سوية .خرج مرتعدا هائجا : أحقا امراة عراقية ترفض هذا العرض المغري مقابل ان تنتقد الخميني الايراني! .
خرج هائجا متصورا انه بقتلها ستنتهي فرحة العراقيين بانتصار الثورة الاسلامية في ايران .وسيقتل الثورة الخمينية الى الابد بحربه ثمان سنين.
لم يكن يدري ، ولا هي تدري
ان حفلة عرسها قد نصب بالسماء في يومها!
وان الثورة الخمينية اليوم تحتفل باربعين عاما على صمودها ومقاومتها
https://telegram.me/buratha
