المقالات

من يحق له قطف ثمار الديمقراطية..!؟

1641 2019-02-15

علي عبد سلمان

 

أتسائل دوما أين سيجد المواطن أمنه وآماله الاجتماعية والاقتصادية، في حال  تتشظى فيه الدولة في قبلية سياسية ضاغطة إن لم تكن مفارقة لكل الممكنات الإيجابية؟!!
أقر في قرارة نفسي  إننا نتعشق ممارسة الديمقراطية الحقيقية فنسعى اليها حبيا على ركبنا، وليست ديمقراطية التعددية السياسية  المنفلتة، التي وصمت واقعنا السياسي والاجتماعي بخيباتها وبنكساتها، فأضحت شيئا لا يمكن توصيفه بأي من التوصيفات التي تعارف عليها علماء السياسة..

الديمقراطية الضبابية الراهنة هي التي أن عجز فرسانها عن تلبية مطالبها،..فباتت لا تتعدى هذا لك وهذا لي مع عدم الأتفاق على ما هو الـ (هذا)  وما هو الـ (ذاك)!..

بعضهم يتخيل أن السياسة هي كيفية العيش في بستان أو مزرعة مباح للجميع قطف ثمارها، وهو تصور ناقص بل خاطيء تماما، فثمار البستان أولى بها من زرع النبتة التي أنتجتها،  أولى بها من سقاها ومن تعهدها بالرعاية وأزال الأدغال التي تريد أن تخنقها فتنافسها على الماء والهواء ، أولى بها من سهر عليها يحرسها من اللصوص أن يقطفوها قبل أوان نضجها، أو من بات الليالي ببندقيته يحرس الحقل من الخنازير التي تعبث بالزرع..

هؤلاء هم الذين يقطفون أولى الثمار، وهم بالتأكيد يعرفون ما لهم وما عليهم لأن الزرع زرعهم والثمار ثمارهم...هؤلاء هم أهل الديمقراطية وهم بناتها وهم المدافعين عنها، وستثبت الأيام أن الزبد سيذهب جفاء... 

لكن من المؤكد أن أصواتنا ستخبو وسط الضجيج حينا، وربما أحيانا، وقد نتحدث بلغة التفاؤل يوما ونحن نرمي هذا الماضي الثقيل خلف ظهورنا، ونحبسه بين دفات الكتب التاريخية، لكن ذلك لن يحدث إلا حين نرى هذا الوطن يتنفس المساواة بين أبناء شعبه، وتعتلي آفاقه الحرية وكرامة العيش، ويعلو القانون ولا يعلى عليه، حين ندري أن اجثتات الداء من جذوره خير من سياسة النعامة. ستخبو أصواتنا وسط الضجيج حينا، لكن ستعود خطاباتنا إلى عهدها بعد هنيهة أخرى من الخيبات، ونتمنى أن لا تعود....

إن أكثر ما يقلقنا كشعب اليوم، هو أن يقال أن من المستحيل التغيير من داخل هذا النظام، وان التحول السلس نحو الديمقراطية الحقة مستحيل على أيدي من كبلوا بولاءاتهم المذهبية والطائفية على حساب الولاء للوطن والمجتمع، وان لا حلول جاهزة اليوم...!

ليس كل ما يعرف يقال ، ولكن الحقيقة تطل برأسها..!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك