المقالات

نحن والأمريكان ؛ لا نسمح بالشخابيط..!

1559 2019-02-17

علي عبد سلمان

 

مضى أكثر من عقد على سقوط الصنم، وتعاقبت عدة حكومات، والواقع السياسي والمعيشي لم يتغير، فكل دورة إنتخابية إمتازت بإفتعال الأزمات بين مختلف الأطراف السياسية المتناحرة، لكي يتمكن كل طرف من الحفاظ على قاعدته الجماهيرية، بسبب التخندق الطائفي والقومي، والواقع الخدمي أهمل النظر إليه، بسبب سيطرة مافيات الفساد على الملف ووقوع يدها على الصفقات .

الواقع السياسي بعد ٢٠٠٣، فرض كثير من المعطيات السياسية، والتي لابد من التعامل معها بحكمة وصبر شديدين، فالعراق الجديد وتركيبته السياسية تميزت بتعقدات كبيرة، فكل طائفة وقومية تريد، أن تحافظ على حدودها الجغرافية دون المساس بها، فضلا عن إستحصالها على أكثر المواقع الحكومية، فكل فئة كانت تتخوف من الأخرى بسبب تزايد الشحن المذهبي بينهم، دون تغليب المصلحة الوطنية والتي هي فوق جميع الإعتبارات .

المصلحة العليا للوطن غابت، ونسي الساسة أن لا غير العراق يجمعهم، فالدول الإقليمية تنطلق وفق مبادئها ومصالحها، وتدخلاتهم بالشأن الداخلي ما هي إلا مقتضيات مصلحتهم الخاصة، فالوطن أصبح ساحة صراع بين مختلف القوى الإقليمية، في ظل ما تشهده المنطقة من تنامي وإزدياد خطر المجموعات الإرهابية، وخاصة بعد ثورات ما يسمى " بالربيع العربي "، الذي أمسى خريفا على شعوب المنطقة برمتها بسبب دمويته وصعود ما يعرف اصطلاحا بالإسلاميين للحكم .

بعد العاشر من حزيران 2014، وتمكن داعش وبالتعاون مع البعثيين بالسيطرة على ثلث العراق تقريبا، جاء هذا التطور بعدما تمكنت هذه العصابة من بسط نفوذها في سوريا، مر العراق بمرحلة مهمة وهي من أهم المراحل منذ تأسيس الدولة العراقية، وكان لا بد من موقف حازم يوقف تمدد هذا التنظيم، ويتمكن من إعادة الجيش إلى سابق عهده، ومن استرجاع الأراضي التي أحتلها الإرهابيون .

تصدى المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني، وافتى بوجوب مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، وبهذه الفتوى تمكن العراقيون بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم السياسية من إستعادة زمام المبادرة، ليتم النصر والتحرير الناجز على أيدي القوات المسلحة وأبناء الحشد الشعبي، ما خالف التوقعات الأميركية والتي إفترضت أن العراق يستطيع التخلص من داعش بعد مضي عشر سنوات .

الغريب في الأمر؛ الإدارة الأميركية بعد ضعف نفوذها داخل العراق، وظهور معادلة جديدة لا تسمح لإأميركا اللعب بمفردها، لا تعرف كيف ستتعامل مع الوضع الجديد، لذلك فهي تتصرف كما يتصرف الأطفال حينما"يشخبطون" على ورقة بيضاء.رئيسهم دونالد ترامب"شخبط" وصرح بأنه هنا في العراق لمراقبة إيران، وكأن العراق برج مراقبة ورثه عن أباه ترمب الأب.

أمريكا سترحل بالتأكيد، لأن عراق 2019 ليس هو نفسه عراق 2014، واليوم نحن أقوى بكثير بحيث بتنا نعطي دروسا كمعلمين لكيفية حماية ألوطان، نحن معلمين أصلاء لا نسمح بالشخابيط!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك