المقالات

شهيد المحراب؛ رحيل قبل أوان الرحيل..!

1510 2019-02-18

علي عبد سلمان

 

رب بعيد أقرب إليك من نفسك، ورب قريب لكن الحدود بينك وبينه كسور الصين أو اجلد من ذلك، هذا حال من يستحكم بالمشاعر، ومن يشاركك الهم والمعاناة·

كانت القلوب تهفوا بشغف اللقاء به، المذياع أنيس قلوبنا، وصدق من قال (الأذن تعشق قبل العين أحياناً)؛ كانت غشاوة العيون تتطفوا على محيا الشعب، كان يعيش بصمت محزن، حياتنا اعتيادية مألوفة خيمت عليها سوادة الاستبداد،

الشعب ينظر لبارقة أمل من هوة الجنوب الشرقي، تحمل معها آهات السنين، ويلون احمرار الدم بخضرة الانتصار، والتفاؤل، والحب ، المتجذر بعمق الأسرة المضحية بخمس وستون شهيدا"،

هذا الأمل الذي يتحاكى به ضمير الشعب بصمت ويظهر خلافه تقية"،

1991 أستنشق الشعب عذوبة اللقاء، وحرقة القلوب، ازدادت حرقة لحرقة اللقاء، لكن اه اه ···· من دواهي الزمان؛ وتكالب الغربان؛ وعودة جيوش أبرهة تحاصر المكان!

ازداد الاشتياق والعيون شاخصة بأبصارها إلى نقطة الضوء التي هاجرها الظلام،

بقينا نعاين نقطة الضوء، حتى لاتختفي عن زيغ الأبصار، لكن نقطة الضوء كانت بدرا وشمسا"،نقطة الضوء كانت تسطع، وتشرق، ولم تفارق أبناء أرضها! كانت تسعى لتزيل الغمائم عن عيون شعبها،

نقطة الضوء كانت تحمل علما"، استوحته من عمق الزعامة الحوزوية، ذات العلم المعرفي بأصول الاهية، لا يمكن لأي علم أن يجتازها بالتسلسل،

نقطة الضوء، حملت على كاهلها قضية، حملت في قلبها هموم وجراح، حاولت وتحاول أن تضمد جروح مسلوبي الحرية، بجروحها المختبئة بين العين القلب ·

نقطة الضوء، حملت فكرا"، حملت سلاحاً، نقطة الضوء، تواجدت في قصب الاهوار، اعتلت سفوح الجبال، نامت مفترشة التراب، وسينطق التراب يوماً ما !

نقطة الضوء، نقلت دموع الأيتام·· وحسرات الثكالى·· وخنقة الصدور؛ التي جثم عليها دخان مريض! وسافرت بها عسى أن تجد ضالتها عند الإنسانية التي هي أيضاً سافرت من أغلب الحيتان! في جسد الإنسان!

امرونا بغض الأبصار، ولم نفقد الأمل بنقطة الضوء التي صارعت الظلمة بالحب الذي حمله أبنائها بعد لقاء 2003م ؛

كنت اعاين من بعيد ، وآراه محمولا"على الأكتاف ، شاهدت ملايين العيون أبصرت عمامة الحب والاطمئنان ··· كان يسع قلبه عيون الجميع، حيث يراه انه يحاكي الحاضرين فرداً تلو الآخر ·

عذوبة كلماته، ومشاعره الجياشة، التي سرقت الباب الناظرين، (لأن مايخرج من القلب يدخل إلى القلب) ما اعظم رقة صاحب القلب الجلد، الذي مجلت يداه من زناد السلاح، حيث كان وسيلة الإصلاح والخلاص من سراق الحياة،

لا يمكن أن تقدره أفواه، ولا يستطيع صاحب المداد أن يعانق أوراقه بحقه ·

محمد باقر الحكيم قدس؛ (شهيد المحراب) جندي المرجعية، كلمة اجلال قالها في محراب أمير المؤمنين على رؤوس الاشهاد قد شهدنا لك، جندي ، وقائد، وعالم، ومفكر، وسياسي، وحسيني، وناصر ·

اشلاوه توزعت على أظهر المعاندين، لتطلعهم بأنه كان يؤمن بالحرية حيا"، وشهيدا"، حيث لايرغب أن يطوقه حزام الكفن!

انفاسك الدافئة سيدي، وجدناها بأنفاس ربيبك (ابن المرجعية البار)؛ استورث منك محبة محبيك، (ذرية بعضها من بعض) الحب، والحرية، سلاح ازعجتم به مبغضيكم·

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك