المقالات

أين تذهب المليارات؟!

1903 2019-02-19

علي عبد سلمان

 

إذا أردنا أن نلخص أعمال الأنسان منذ نشأته إلى اليوم والى الغد في كلمة، قلنا إن كل أعماله منحصرة في الهدم والبناء، وإذا أردنا مقياسا بسيطا سهلا نقيس به الأفراد والأمم، فما علينا إلا أن نجمع عمل الفرد، أو ألأمة في البناء، ونطرح منه عملها في الهدم، فباقي الطرح هو مقياسهما في الرقي والشقاء.فكثيرا مايكون الهدم مقدمة للبناء، بل ربما كان خير بناء ماسبقه الهدم.

وإذا عرضنا هذا الميزان على واقعنا في العراق، وماتقوم به ألمؤسسات الحكومية من بناء مقابل الهدم في خزينة الدولة، وما تمتلك من طاقات، توجه أنظارنا إلى الكثير من النقاط والتساؤلات، حول مقدار الفجوة بين ما ينفق من أموال، وما يقدم من عمل مثمر إتجاه البلد وبنائه وتطويره

تصرف سنويا ملايين الدولارات على اقامة المشاريع الخدمية..ولكن هل مستوى المشاريع المنجزة وادائها يستوفي المبالغ التي صرفت عليها؟ تصرف مليارات الدنانير على البرلمانيين كل سنة مقابل مايقدمون من تشريع لقوانين الدولة وما يبذلون من حرص على تقديم المشاريع التي تخدم المواطن.هل استحق البرلماني الاموال المصروفة مقابل مايبذل من عمل؟

تصرف المليارات من الدولارات على تحقيق الأمن. ترى هل أن مستوى ما نتمتع به من إستقرار أمني يتناسب مع كمية الهدم في الميزانية العامة للبلد؟ حصلنا على الكثير من الحرية في التعبير عن الرأي وتعدد الأحزاب.هل إستطاعت القوى السياسية أن تهدم التفكير الأستبدادي لدى الأفراد من تنظيماتها لتخرج ببناء فكري يعمل على تدعيم حالة العمل الجماعي وهدم حالة الشعور بفقدان الثقة بكل شئ تتناسب مع كمية الدماء التي قدمت وتقدم من أجل هذه الحرية؟

لو سألنا انفسنا ماذأ نبني في عقل المتلقي أي نوع من الأفكار؟ افكارا ترسخ الصدق وألأمانة وتهدم الكذب والخيانة أم العكس؟ ماذا ندعم هل ندعم إحترام الأخر أم إفناء الاخر وهدمه.

على ماذا نرسخ ونبني من عقيدة؟ التعصب للمبدأ؟ أم للمجموعة وهدم المبدأ والأخلاق والدين؟ لو سألنا أنفسنا عندما نكون أصحاب أموال وسلطة عندما تبني صرحك المالي والسلطوي .ماذا تبني للأخرين من مال وسلطة؟ أم انك تتحول إلى أدات لهدم سلطة الأخرين ونهب أموالهم.

لو إننا قارنا بين مستوى الهدم البناء في كل شئ وعملنا على جعل مستوى الهدم في السلبيات عاليا وفي الأيجابيات أعلى إستطعنا أن نشعر بالفرق وإن هناك عملا منجزا وبلدا يتقدم

ولكن يبدوا ان ميزان الهدم والبناء يترنح مرة هنا ومرة هناك كالمساكن العشوائية في بلاد النهرين والسواد؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك