مصعب ابو جراح
فيعتصر القلب حُزنا و حَزنا. حُزنا ، و حَزنا لأننا شيعنا احد قامات العراق التي حاربت بلا كلل وملل طغاة العصر والصناعة الامريكية البحتة(داعش) .
إن الإجماع الوطني على "مركزية" هذه الشخصية في السجل الوطني المشرق، وما أغدقه علي العراق من جميع القوى السياسية والاجتماعية والمدنية والثقافية من نبل مشاعر ، لهي لفتة كريمة تخفف المصاب الجلل، الذي تمثل في رحيل قامة فارعة، تركت بصماتها على أوجه عديدة..
حين نعود الى الايام التي رحلت ونرى السيرة الجهادية للفقيد فبكاء الحاج المهندس عليه ما هو دليل على انه تأسيه بالأمام الحسين حينا فقد اخيه الامام العباس وعذراً على التشبيه ، فالذي يختاره الله تبارك وتعالى إلى جواره ورحمته.. تشرع للذاكرة نافذة بحجم أفق لتبث النفس آهات، هي في حقيقتها لحظة تأمل للرحلة الخاطفة للإنسان في هذه الحياة الدنيا.. ولكن ما أروع الزاد إن كان شهادة جماعية للراحل بحسن الخلق، والدين، والبساطة، والتواضع، والنضال، والانفتاح، والتسامح، والوعي، والثقافة، وحب الناس، والأبوة الوطنية الحنونة.. خصال اجتمعت في الراحل، وجعلت منه محطة لكل المواطنين من نخبة وعامة يتزودون منها معرفة وعطاء ونصائح.. من رجل عرف بالشغف إلى المعرفة، وبالنضال الواعي ضد الظلم والتهميش.
إن الخدمة العامة التي قدمها الراحل للبلاد والخدمة الشعبية التي قدمها للمواطنين كموجه ومعلم ومثقف وباحث ومربي.. تستحق أن تخصّ بنشرية لائقة توثق الدور الذي لعبه الراحل العزيز في حياته المليئة بالعطاء الإنساني الأصيل.
وريثما تتوفر الفرصة لإنصاف الراحل العزيز في تظاهرة تليق بحجمه ومكانته... فنحن مطالبون الساحة الوطنية بإنصاف
فبحق هذه الأخوة الصادقة، أرفع أكف الضراعة و الابتهال إلى الكبير المتعالي ، أن يغدق عليه شآبيب الرحمة و الرضوان في سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم نور مرقده وعطر مشهده وطيب مفجعه. اللهم كن له بعد الحبيب حبيبا ولدعاء من دعا له من المؤمنين سميعا ومجيبا وأكتب له في مواهب رحمتك حظا ونصيبا. اللهم أغفر له وأرفع درجته في المهديين ، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه، و أوجب له بمحض فضلك و كرمك غفرانك وجزيل إحسانك ومواهب صفحك ورضوانك ، يا أكرم من سئل وأوسع من جاد بالعطايا. وبارك اللهم في الخلف الصالح
https://telegram.me/buratha
