المقالات

واكتمل اللقاء في جنات النعيم يا سيد داغر الموسوي 


الباحث السياسي محمد كاظم خضير 


يبدو لي أن شهر فبراير ليس مثل كل أشهر السنة فهو أكثر منها قسوة رغم أن باقي أشهر السنة لم ترحمنا، ففي فبراير كان إغتيال مجموعة من شهداء سرايا السلام وبعده غادر السيد داغر الموسوي ، الذي غادروا دون أن يقول لأحد منهم وداعاً، ونحن بالتالي لن نقول له وداعاً، شهدائنا الأبرار لا يسمحون لنا بوداعهم، لأنهم يسكنون فينا، ويشربون معنا قهوة الصباح، ويأكلون من خبزنا، ونتعلم من تجربتهم، وننهل من أفكارهم، ونتسلح بمزاياهم في سفرنا الطويل..

السيد داغر الموسوي كان يقتحم اسوار الموت ..ويفتح بوابات الضوء .مخر عباب الشجاعة بزورقه ..فتحطمت الامواج عند صخرة شطه . ..لم تمزق الشدائد اشرعته ولم تلو الاعاصير ذراعه ..من قلب الحرائق والمعارك قطف النصر .وزرع العزيمة …من يسأل الدم في مطلول تربة الفرات عن فارس الوغى .الرجال العظماء لا يطويهم الزمان .
السيد داغر الموسوي نحن احوج ما نكون اليك في هذا المرحلة ..لحضورك ورجولتك ..وعنفوانك ونبض وجدانك السامي بعشق الوطن والكفاح من اجل تحرير كل ذرة من ترابه السيد داغر الموسوي ..بجلال اسمه وهيبة وقاره وحضوره في كل زمان . مجردا من الرتب والالقاب ..مكتفيا من الاوسمة باثار تراب المعارك وشجاعة المواقف .. .

ثقافة مختلفة انتهجها داغر الموسوي ..محبة الحياة تصبح حقيقية حين تجبه الموت وتقاوم العدوان وتنشر الطمأنينة ..وتزهر الارض وتخضر امانا بفعل بندقيتك ..ثقافة استقاها من فكر العظيم لمبدأ الحشد الشعبي (لسنا دعاة قتل وتدمير ..انما ندفع القتل والتدمير عن انفسنا )
ليس داغر الموسوي رجلا عاديا قائدا ..وهو ليس فقط قائد نخبوي في الحشد الشعبي ..يتمثل العقيدة القتالية لحشد الشعبي والجيش اثبت للعالم بطولته ومناقبيته …ووقف محاربا مدافعا عن اخر خط للحضارة والانسانية نيابة عن الكون بأسره.

داغر الموسوي هذا الشجاع المتحدر من محافظة المثنى الاسم المتعشق لقيم البطولة والشجاعة ..هذا المحافظة الذي تزين مضافاته بدل التحف الفنية بسيوف الاجداد وبنادقهم التي قارعت الاحتلال العثماني وهزمت بريطانيا .. المحافظة الذي حفرت العروبة عميقا في وجدانه ..لازالت صور الشهداء الحشد الشعبي موضع فخر ابنائه بما يمثل . .

من هنا انطلق الشهيد داغرالموسوي من هذه التربة وهذه البيئة المقاومة بصخرها . ليعبر بسفينة البلد إلى بر الأمان ..ويعبر قسوة الجغرافيا لينطلق مثل غمامة لا تعرف حدودا ولاتؤمن بفروق او فواصل ..تنقل على الارض العراقي ولمع نجمه منذ اول لحظة ..شجاعا مقداما . من جرف الضحر الى ديالى الى فلوجة ..ليحط النسر في تلعفر وليسطر فيها بطولات سيذكرها التاريخ طويلا ..وسيتناقلها الابناء جيلا بعد جيل ..

مالايعرفه كثيرون عن داغر الموسوي . انه لايختبىء وراء جندي ..يتقدمهم .يقتحم الخطر قبلهم يفترش معهم الارض ويقتسم فتات الخبز ..ياكل بينهم وينام على الارض في الخندق ..يضمد جرح المصاب . ويحمل الجريح على ظهره .احد جنوده يصف حاله متنقلا في ممرات مستشفى متفقدا ابناءه ..محتضنا تعبهم على صدره . متابعا للشهداء واهلهم .ما لايعرفه كثيرون عن داغر الموسوي انه لم يتمتع بامتيازات قائد ولم يحيد ابناءه عن الخطر ..، ما لايعرفه كثيرون عن داغر الموسوي انه هزم داعش وتمثل قول الامام علي (انما النصر صبر ساعة )حث على الثبات وقاوم دواعش 3 سنوات ..فصمد وصمد معه الأبطال من الحشد الشعبي في معركة مطارتلعفر .واوجع الارهاب الذي حاول اقتحامه بعشرات المخخات والانغماسيين.كان يقول النصر لنا ولن نعود من أرض الغربية الا وهي محررة او شهداء 
ما لا يعرفه كثيرون عن الشهيد داغر الموسوي ..قربه من الناس ومحبته لهم ومحبتهم له والتفافهم حوله ومشاركتهم افراحهم واتراحهم وزفاف شهدائهم يوم يتاح له اجازة قصيرة 
لايعرف الخوف، وهو كان يرى الموت مئة مرة يوميا، كما كان دائما يحارب في الصف الأول في تكريت وتلعفر .حلمه تحرير الوطن وقد تحقق، والقضاء على الإرهاب الوهابي اللعين، بأمثال هؤلاء ننتصر، فهم حاربوا على ام تداد الجغرافية العراقية ، الشهيد داغر الموسوي أصبحا رمزا للحرب على الإرهاب، ورمزا للوطن ولانتصارات الجيش والحشد ، هؤلاء القادة هم ذخيرة المستقبل، وسيكونون قوة دفع كبيرة لجنودهم الذين سيواصلون لدين أصبحا رمزا للحرب على الإرهاب، ورمزا للوطن ولانتصارات الجيش العراقي هؤلاء القادة هم ذخيرة المستقبل، وسيكونون قوة دفع كبيرة لجنودهم الذين سيواصلون المشوار في تحرير الأرض من الإرهاب، بدمهم ونضالهم اسقطوا المشروع الصهيوني- ..وهزموا ادوات الامبريالية ..وانهوا حلم التقسيم 
ياسيد داغر رحمك الله كتب اسمك الى جانب الالاف من ابناء هذا الوطن الذين انقذوه على مر العصور ، لكن المثنى ستباهي انها أنجبت مثلك بطل.. و التاريخ يكتب انه في هذه البقعة ولد من الذي ايقظ الكرامة والشهامة والرجولة .
الشهيد داغر الموسوي صاحب الإرادة والقامة الشامخة كنخل البصرة ، فكان صاحب ارادة متفائلة دائماً رغم قسوة الواقع ، فاراد ان يكون على تخوم ساحة الحرب ضد الإرهاب ، فشكلت جرأته منارة راسخة في الممارسة النضالية، فوقف ضد الإرهاب ، ووقف ضد الاستبداد الإقليمي والدولي، واثبت أن الفعل ليس انفعالاً بل كان فاتحة الحشد الشعبي مستمرة، حيث مثل الإرادة الفاعلة بين اقوى الحشد الشعبي ، بأفكاره ومواقفه ، ولهذا نقول للشهيد القائد داغر الموسوي لم تفقدك يوماً السجالات الفكرية والسياسية والعسكرية، حيث تركت إرثاً نضالياً ، لاخوانك ورفاقك على متابعة المسيرة بقوة وثبات.

لقد قلت ايها الشهيد القائد حاربونا من أجل الحسين وسنموت من أجل الحسين " عبارة تلخص بكل صدق الوجهة الكفاحية في مواجهة الإرهاب ، بعد ان أفنيت زهرة شبابك… وازداد إيمانك بالدفاع عن العراق ومقدساته … والاستمرار في دفاع عن العراق … لتتولى قيادة اللواء 17من الحشد الشعبي قبل أن يطالك الموت.

تلك الكلمة العظيمة التي لم يحملها الشهيد البطل كاسم فقط بل جسدها بروعة في واقع النضال لدرجة انك لو بحثت له عن اسم فلن تجد غير كلمة داغر الموسوي لتطلقها عليه، ففي الحياة الاجتماعية كان صدره وسلوكه مفعم بالدفء والحنان وروح التعاون ، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة من الانتماء والتواصل الجهادي منذ نعومة أظفاره ، فمنذ الرابعة عشرة من عمره وحتى يوم استشهاده وشعار التواصل النضالي لا يفارقه قولاً وعملاً، ففي رفقته لشهيد محمد باقر الحكيم كما بعد سقوط النظام السابق كان دائما ممتشقا سلاح الجهاد حتى يطبق شعاره الشهير، لن أكون عبداً للمرحلة لأنني لن أعيش سوى مرة واحدة وسوف أعيشها بشرف.

وامام كل ذلك انحني أمام هامة داغر الموسوي القائد المقدام والشجاع وحتى أكمل دائرة الحقيقة أقول، ما كان لداغر الموسوي أن يمتلك هذه العظمة ويستحق هذا التقدير لو لم ينشأ في كنف أسرة ومجتمع ساعد في تكوين شخصيته، واكتسب منها عناصرها ومقوماتها، وفي المجتمع العائلي..

ونحن اليوم في استشهاد القائد داغر الموسوي ، نجد ان المخططات والاستكبار التي بدأت منذ الغزو الأمريكي باتت تهدد التاريخ والجغرافيا ووحدة العراق والنيل من استقلال وسيادة العراق عدا عن سرقة ونهب ثرواتها، . .

ختاما : لا بد من القول ، طوبى للمناضلين وللقادة الذين تقدموا الصفوف في التضحية، فاعطوا نموذجا يحتذى، لشعبنا وامتنا ومقاومتنا ، ونحن نعاهد القائد الشهيد داغر الموسوي بأننا سنبقى اوفياء لارثه النضالي المتقدم في مسيرة الكفاح والنضال والمقاومة، وان القادة باستشهاده وهو يقبض على جمر النضال والتضحية، كان شعاره تحرير الارض والانسان من الإرهاب .

   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك