شذا الموسوي
من الجيد ان نسمع من السيد رئيس الوزراء خطابا هادئا مطمئنا، يشيع بعض الاطمئنان في نفوس ابناء الشعب العراقي عند حديثه في مؤتمره الصحفي الاسبوعي حول تحرك منطقتنا نحو التسويات السياسية وحل الازمات والابتعاد عن الحروب،بعد ان عمل الاعلام المضاد طوال الاشهر الماضية على اشاعة الخوف واليأس والترقب لما تخبئه الايام والشهور القادمة من كوارث جديدة للعراقيين.
لقد عانى الشعب العراقي ما عاناه منذ تغيير النظام البائد، وما تلا ذلك من احتلال،و تصاعد القتل والعنف والتفجيرات على يد فلول النظام الصدامي ، والحرب الطائفية، ثم الصراع السياسي الحاد والمزمن، واستشراء الفساد، ثم توجت معاناته بسقوط ثلث اراضي الوطن بيد ثلة داعش الارهابي وما جرته من ماسي التهجير والسبي والتشريد والقتل والتخريب ، يرافق ذلك ترد واضح في الخدمات وتراجع في البنى التحتية ونوعية الحياة،بينما يشهد العراقيون انتعاش دول الجوار وتقدم وازدهار الاوضاع فيها رغم ان تلك الدول ليست افضل من العراق في شيء ولا هي اغنى او اكثر تحضرا او ثقافة منه.
لم يفلح قادة العراق الجديد في كسب ثقة ابناء الشعب العراقي ومحبتهم، فقد انشغل بعضهم بالتنافس على الثروة والنفوذ، اوخلق الازمات و تسقيط الخصوم، او عقد الصفقات وتكديس الاموال وتهريبها خارج البلاد، ليتنعم بها حين يغادر منصبه، بما يوحي للعراقيين ان هذا النظام مهزوز، وغير قادر على البقاء، لان قادته لا يستثمرون فيه، بل يعدون العدة للقفز من السفينة حال غرقها، والنجاة بانفسهم مع ما نجحوا في جمعه اثناء وجودهم في السلطة، وازدادت الفجوة بينهم وبين الشعب من خلال خطاب استعلائي منعزل، بعيد عن امال الشعب العراقي وتطلعاته، او دفعوا الى الواجهة بشخصيات بعضها كارتوني هزيل، من انصاف المثقفين او معدوميهم،لا يتمتعون باية قدرة على مخاطبة الجمهور، لتلميع صورتهم او الدفاع عن توجهاتهم، فزادوا الطين بلة، وصاروا حديث المجالس ومثار سخرية وسائل التواصل الاجتماعي.
لم يغفل الاعلام المضاد عن هذه الارضية الرخوة، الصالحة لنشر الاشاعة والترهيب والتخويف، فاستغلها ابشع استغلال لزعزعة الامن والاستقرار في عراقنا الحبيب، فدق طبول الحرب الناعمة، وعملت اجهزته بدون هوادة لزيادة وتعميق الاحباط والخذلان الجماعي،فصارتارة يهدد بعودة نظام البعث الدموي، مستشهدا بمؤتمر عقده بعثيون في احدى الولايات الامريكية، وتارة يستغل تصريحات الارعن ترامب ليوحي بان امريكا قادمة لتغيير النظام الحالي بنفس اسلوب تغيير النظام السابق، واخرى بتقارير عن عودة نشاط داعش وتسلل قياداته الهاربين من المعركة في سوريا الى العراق لتجديد الهجمات فيه، بينما وقفت اجهزة الدولة مع كل ما توفر لها من اموال وامكانيات ودعم، عاجزة ضعيفة، تتفرج على هذه المأساة، وتتلقى الضربات، دون ان تبادر بالهجوم المضاد، او على الاقل الرد او الدفاع.
من هنا تأتي اهمية ان يكون خطاب رئيس النظام هادئا ومتزنا، حكيما،صادقا،متفائلا بدون وهم ولا اسفاف، مدعوما بتحركات مدروسة غير متخبطة،نابعة من احتياجات الشعب ومشكلاته،لتعيد الثقة بالنظام السياسي وقيادته، وتزرع الامل بغد افضل ينتظر بزوغه كل عراقي محب لوطنه.
https://telegram.me/buratha
