أمل الياسري
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" من الثلة المجاهدة فقدناه والداً وقائداً، زحف صوب الجهاد لمواجهة الزحف الأسود الظلامي، كما قاوم طاغية البعث المقبور في القرن الماضي، عندما غرس أنياب القمع والعنف في جسد الوطن، كان ثائراً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ سامية، وخالدة خلدت بموجبه تلك المناقب لهذا القائد، والسيد الجليل في تسجيل المواقف المشرفة، بحديث النصرة والوفاء، والإنتصار للحق في المنعطفات التأريخية المصيرية، التي واجهت عراق الصمود والتحدي بعد (2003).
القائد السيد داغر من جيل تربى في رحاب الحرية الحسينية، الرافضة للانظمة الدكتاتورية والفاسدة القامعة، وهذا الجيل يمتلك الإرادة الصلبة، والعزيمة القوية لمقارعة الطغيان، وعاء نظيف إحتضن مضموناً نظيفاً، مستخدماً واقعة كربلاء كنص مفتوح، لإستلهام الدروس والعبر في المواجهة والمقاومة، مع إتصافه بأنه شخصية قيادية جمعت بين الحسم، والتواضع، والإنسانية تفخر كما نحن نفتخر بوجود هؤلاء القادة، فتركوا بصماتهم في ذاكرة التأريخ العراقي الجهادي، وقد سار على طريق ذات الشوكة للدفاع عن وطنه ارضاً وعرضاً.
قدر الرجال أمثال السيد داغر الموسوي، أن تكون تحدياتهم بقدر هممهم العالية، والتي لولاها لما تحرر العراق من دنس الإرهاب، إنه من المجاهدين المخلصين، الأوفياء الذين سبقت أفعالهم أقوالهم، فوهبوا أنفسهم للوطن مع نداء المرجعية الرشيدة في فتواها العظيمة عام (2014)، مدركاً أن شعبه يستحق العطاء، لأنه شعب الأبطال والتضحيات والصبر على المحن والصعاب، والذي إستطاع مع رفاقه في الجهاد والنضال بالحشد المقدس، قلب المعادلة على الدواعش، وأحرجوا أمريكا وأذنابها، فتلألأت أسماؤهم في سماء الإنتصار.
شجاع في معترك الحرب، وجريء في سوح الوغى، وحكيم في القرار، كبير لايقف عند صغائر الأمور، ومصاديق شجاعته، وجرأته، ومبدئيته، في أنه تمسك بخطه الجهادي، حتى بعد القضاء على داعش، مستشعراً هموم أبناء جلدته رغم كبر سنه، وعلى قدر النداء الجهادي، وسجل موقفاً يخلده التأريخ، وهنا تنبض الأصالة، ويتجلى الوفاء، فهم رجال جهاد، وبناء، وتحدٍ، وحدودا العراق كالبنيان المرصوص، لم تهمهم طائفة ما أو مذهب ما، فسلام عليكَ أيها القائد، وفي عليين مع الشهداء والصالحين.
https://telegram.me/buratha