المقالات

خريج اليوم وضياع المستقبل وصمت الساسة


محمد الشذر

 

كبله وألقاه في اليم، وقال له، إياك إياك ان تبتل بالماءِ، حكمة نتداولها، حينما يقوم شخص ما بفعل امر معين، ويطلب من الاخرين عدم الانصياع لذلك الامر، بعد ان قام بأغلاق جميع المنافذ، التي تُخرجك منه، وحين تكون مجبرا على الاختيار، تكون انت الملام، لفخ قد نصبه واجبرت على الولوج اليه.

كل بلد يرتقي بطاقاته الشبابية، ويولي لهم العناية الفائقة، والاهتمام التام، لانهم أدات تغيير المستقبل، والمفتاح الاساسي، لتغيير معالم الدولة، نحو الافضل، اذا ما تم صياغتهم بأساليب متقنة، او نحو الاسوء، اذا ما تم التعامل معهم بسوء اداء، اذ هم القوى المحركة، والعقول التي ستقود زمام الامور لاحقا، وايضا هم من يعول عليهم النهوض بواقعهم، مهما كان، والسير قدما نحو الامام.

يقاس مدى تقدم الامم ورقيها، برقي ابنائها، ومدى ثقافتهم، واصالتهم، ومستوى الوعي والادراك لديهم، فكل دولة ترسم الخطط تلو الاخرى، وتدأب في التجديد، ورسم سياقات تختلف في كل مرة، عن سابقاتها، وتكون في جهد مستمر، وعمل دؤوب، لتهيئة الجو الصالح، لأستثمار طاقاتها الشبابية، وتوفير الفرص لها، وتهيئة اللوازم التي تدفع بطاقاتها، الى الابداع، والرقي، والانتاج، وبالتالي الفائدة العامة.

كعادة العراق، فأنه يسير الى الخلف بكل شيء((ما عدا الفساد الاداري، والمالي فأنه يحصد الصدارة فيه))، فلوا تناولنا جانبا من جوانبه، كقطاع التربية، والقينا النظر، الى احد مديرياتها، مديرية تربية ذي قار، لأتضحت لك المعالم، دون كلل، بمجرد التقصي الخفيف، ستُرتسم لك صورة واضحة الهيئة، عما يجري هناك.

اسم تربية ذي قار، يمثل الهرج والمرج، والفساد المالي، والاداري، والصفقات السياسية، والحزبية، والفئوية، والتعامل بالمال في اروقة المديرية، هي اساس التنافس، لأستحصال الوظائف، اما المعدل والاختصاص، فهي لا تنفع من يريد مرافقة كابتن البناء، حين يذهب الخريج، ليحجز له مقعد في رصيف البطالة، مسترزقا قوته كعامل اجير، وسط ضياع جهد السنين، التي افناها في الدراسة، والجد، والاجتهاد.

ثلاث سنوات مضت، وكان من المفترض، تعيين ما يقارب الف شخص، على تربية المديرية، نتيجة لحركة الملاك، والدرجات التعويضية، ودرجات الحذف والاستحداث، والدرجات الوظيفية، ولكن هذا لم يكن بعيدا عن الغطاء الحزبي، والسياسي، اذ يتقاسمون الكعكة في ما بينهم في كل مرة، وتخرج الاعذار الواهية، فتارة سرقت من قبل المديرية، واخرى بأن مجلس المحافظة اضاعها، ومرة بأن الوزير عطلها، ونحن نسمع من هنا وهناك، بأنه تم تعيين كذا عدد، لأنتمائهم للحزب الفلاني، او لانهم من اقارب المسؤول العلاني.

ضياع درجات ذي قار الوظيفية، يجري وسط صمت من قبل الساسة، ولجان الرقابة، والنزاهة، وآخرها ما تم الاعلان عليه قبل شهر، حيث لم تجرى على اساس التنافس القانوني، وتم اقصاء الكثيرين، هذا ونترقب ايضا ما وعدت بأطلاقه وزارة التربية، من الدرجات الوظيفية، فهل ستطلق الوزارة، ما اعلنت عنه مسبقا؟، ام سيبقى الخريج يعاني الم الحرمان لحقِه المدفون؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك