سجاد العسكري
ان زيادة البغضاء في النفوس بين الناس او الشعوب او الدول التي تطمح للعيش بحرية وكرامة لتضمن حفظ حقوق الجميع الضعيف والقوي , والغني والفقير ,المتكبر والمتواضع..., قد يرجع الى مرض ابتلى به الانسان منذ زمن طويل وهو التكبر والغرور الذي يعاني المصاب بهذا المرض من عقدة نقص مناعة لتحرير الاخرين ! فعندما تتحول هذه الحالة من الفردية الى جماعية تكون خطر , وعندما يتم تدويلها فانه قد تجاوزت الخطوط الحمراء لتكون خطر يهدد بالقتل , فتترك الدول الاستكبار والغرور انطباعا في النفس سيئا وشعورا مؤلما.
فلماذا شعوب العالم يسودها الكره والبغضاء ضد دول كبيرة ,وهذه الدول الكبيرة لم تدخل الى قلوب الشعوب بالحب والتعامل بالمثل والمساواة ,انما يغلب على تعاملها الاستعلاء والاوامر والتسلط على مصادر مهمة في معيشة الافراد, لتتحكم بها حسب اهوائها وتمنع عن من تشاء وتدفع لمن تشاء وفق مبداء المنافع والمصالح المتبادلة , وعادة ماتكون من طرف المغرور المتكبر الذي استقر في بلد وارض ليست ملكه ,ليتحكم بمصير الشعوب التي تطمح بالحرية , ويقمع من يطالب بها.
فمن هذه الدول هي التي يحمل تمثال حريتها مشعل كما يسموه (مشعل الحرية) ؛ليكون مشعل يحرق الاحرار والثوار في الارض والعالم باسم امريكا لتزرع كيان في امة كانت , واليوم مشتتة بين خنوع وعمالة للكيان الغاصب, واخر خيانتهم مؤتمر وارسو لشطب القضية الفلسطينية من اوليات الامة العربية والاسلامية ,والاعتداء على الشعوب وتهديد امنها كايران , وهو لا يخفى على احد ,فمن اين يعم السلام والعالم تحت حكم التكبر والغرور الامريكي؟
فياليت اكتفت وانكفت بل اخذت بنسج حبائل مخططاتها الشيطانية لتدمر كل من يقف حريصا للدفاع عن قضايا امته او بلده باساليب علنية واخرى خفية الهدف منها اضعاف صوت الاحرار والمقاومين وتستفرد بوضع القادة العملاء وخونة ملح بلادهم الذي تناولوه , ومايدعم دور الحثالات هو موقف الدول المتطرفة وامريكا التي طالما عملت على تحطيم قواعد اللعبة الدولية وتفرض لعبتها على الاخرين والمستضعفين ؛لتكون ضمن الدول الاكثر كراهية في العالم , وخصوصا تحويل المنطقة الشرق الاوسط الى منطقة دموية تعج بالصراعات والحروب منها صراعات طائفية , واخرى لقيادة المنطقة وفرض النفوذ ...وجميعها يعد لها بمخططات في الدول الاكثر بغضا كامريكا وحلفائها .
فالوضع في العراق وكذلك المنطقة مرتبك ,ضعيف , ازمات ,وصراعات ,ارهاب فساد والسبب امريكا بلا لف او دوران ,والذي يعتقد غير ذلك لا يخلوا من كونه اما عميل بامتياز او حاقد على العملية السياسية فبغضا بها اصبح عميل خائن لبلده مطيع لما يقال له ! او قد يكون ساذج بتقدير عالي لمتابعته للصنفين (العميل و الحاقد) , وما يجري من اوضاع عموما ليس وليد اليوم انما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م والتي طالت ويلاتها اغلب البلدان والشعوب ؛ لتمتد سلسلة المخططات الى يومنا هذا ولا تزال مدام العملاء والخونة في سدة حكم اغلب بلدان المنطقة.
عموما يبدوا ان الدول المكروهة وعلى رأسها امريكا وحلفائها لم يستوعبوا الدرس ,فالنفوذ الامريكي اخذ يتراجع بصورة تدريجية بسبب سياساتها التسلطية الاستكبارية التي تحول الشعوب الحرة الى عبيد لها ! وفي المقابل تنامي الوعي المقاوم في البلدان الرافضة لهذه السياسات الدموية لتتبلور بدايات صحيحة لمحور مقاومة بعيدا عن الطائفية وعابرا للحدود , مع ذهول امريكا وحلفائها وهي تمر بنوبة صرع قوية وعلى ما يبدوا أن امريكا كالعدد السالب كلما كبرت أرقامه كلما صغرت قيمته .
https://telegram.me/buratha