أحمد حسن العراقي
في التسعينيات كان الشعب العراقي يعاني الأمرّين .. مرارة القمع والإجرام الذي يمارسه الطاغية المقبور صدام التكريتي .. ومرارة الحصار الإقتصادي الذي فُرض على الشعب العراقي وجعله يتضور جُوعاً الى حد أخذت الناس تطحن نوى التمر ( الفصم ) وتأكله ..
في تلك الفترة العصيبة كان قرار التجنيد الإلزامي للخدمة بالجيش العراقي ساري المفعول .. فكان على الشاب العراقي ان يخدم بالجيش لفترة ثلاثة اعوام .. وبالتأكيد كان الراتب الذي يُصرف له لا يساوي علبة سجائر ..
وكانت العوائل التي يلتحق ابناءها في الخدمة الإلزامية تعيش حالة من العوز والحرمان لأنها يجب ان توفر لولدها مصاريف الإلتحاق الى بالجيش .. في حين هي نفسها لا تجد ما تنفقه على افراد الأسرة ..
حينها بدأ الشباب العراقي يهرب من الخدمة العسكرية كي يعمل لإعانة افراد أسرته ..
فأصدر المقبور صدام قراراً يعاقب خلاله كل من لا يؤدي الخدمة الإلزامية العسكرية ..يعاقبه (بقطع الأذن ) .. نعم أيها الأصدقاء يتم قطع أذن انسان .. هكذا بكل بساطة .. وبالفعل بدأ عناصر البعث وما تعرف بسرايا الإنضباط بإعتقال الشباب العراقي .. وتم تنفيذ تلك الجريمة الوحشية بحقهم ..!!
فمات بعض الشباب نتيجة قطع اذانهم بسبب التلوث الذي اصابهم خلال عملية قطع اذانهم ..
ونجى آخرون وحاولوا ان يتواصلوا مع عدد من الأطباء المتعاطفين مع الضحايا لإجراء عملية تجميل بإمكانيات بسيطة ..
فأصدر المقبور صدام قراراً يقضي بإعدام اي طبيب يقوم بعملية تجميل للخونة أعداء الحزب والثورة والقومية العربية… !! طبعا كان يقصد بهم أولئك الشباب العراقيين الذين تم قطع اذانهم ..
هذه إحدى المآسي التي لا يعرفها جيل الألفين .. ولا الشعوب العربية المُستَحمرة والمُستَبغلة .. عن أيام الزمن الجميل وحامي البوابة الشرقية للأمة العربية…
https://telegram.me/buratha
