المقالات

قراءة خاطئة عن تجارب الماضي

1464 2019-03-01

أمل الياسري


(للماضي حنين جميل جداً، ولكن ليس له رجوع مهما بلغت روعته أو قبحه، فالماضي للعبرة والإستفادة وليس للتفاخر فقط) كما يقال عبارة دقيقة عن كيفية البقاء في القمة، لأنها أصعب من الوصول إليها، وهذا لا يتم إلا بالنظرة الحقيقية للماضي، فالذي يريد أن يكون لاعباً ماهراً في المشهد السياسي اليوم، عليه أن يهيئ تطبيقاته المستندة على دروس الماضي، وينزل للميدان ليستوعب جميع الأمور، وليطالب بأن يأخذ كل واحد حسب إستحقاقه، بدلاً من مزامير البعثية المقيتة.
ليس منطقياً أن نكتفي بالنظر الى تجارب الماضي، بل يجب أن نستلهم العبر منها، لتعطينا مساحة من من النجاح، والفرص الفاعلة لتحقيق خدمة واقعية، ثم أن أهم مدخل للنجاح هو الإتفاق على الثوابت، ومنها أن الماضي هو تراثنا الذي نعتز به، والإقدام على الإستفادة من تجاربه، يعني أننا نقف على الطريق الصحيح، وفق نهج يقودنا الى مستقبل مشرق، لا أن نسمح للاعداء أن يصادروا حاضرنا، كما حاولوا مصادرة ماضينا التليد، ليمنعنونا من رسم مستقبل لأجيالنا.
علينا ألا نتسامح مع مَنْ يستغل تأريخنا ودماءنا، خاصة وأن هناك أصوات نشاز، تتباكى على عقود مضت للخفافيش والطغاة، المصابة بجنون العظمة، مع أنها كانت على حساب أجسادنا وعقولنا، لذا لن نتحجر أمام دوران الزمن، فمن المفترض أن تتراكم الأشياء الصحيحة بمسيرتنا، لتكون إرثاً طيباً للأجيال القادمة، ليعالج مشاكل الوطن والمواطن، وينظر نظرة واقعية لما يجري في البلاد، ولما يحتاج اليه المواطن بواقعه الخدمي، وهذا هو المنطق الصحيح، الذي يفضي لقراءة صحيحة حول تجارب الماضي.
يجب الإلتفات الى أن طي صفحات الماضي وحفظه، لن يتم إلا بعد تحقيق العدالة الكاملة وإنصاف المظلومين، أما مَنْ يخلط الأوراق ويتجاهل الاخطاء متعمداً، ليستفيد من هنا أو هناك، فهذا يسيء الى نفسه ولوطنه ولشعبه، كما أنه يمكن أن تحدث الأخطاء في الماضي، فهل يعقل أن نكررها أو نُصِر عليها، حتماً ليس هذا منطقياً، ولا عزة ولا كرامة لمثل هذا المنطق، أيها الساسة: هلا قرأنا تجارب ماضينا بشكل صحيح وصريح، وإلا فما ربك بظلام للعبيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك