المقالات

أمريكا العقل الشرير وصناعة الأزمات


 أنور السلامي

 

أمريكا وليدة العصر الحديث, استخدمت الغزوات العسكرية في النصف القرن الماضي, واحتلت دولا واستعبدت شعوبها ونهبت ثرواتها, هذا الأسلوب كلف الشعب الأمريكي حياة مواطنيه وخاصة في معارك فيتنام, عندما أنتفض الشعب الفتنامي وحرر أرضة.

استوعبت أمريكا الدرس, فقررت تغيير طريقتها الاستعمارية وفقا لما تتطلبه المرحلة الجديد, مما يقلل الخسائر البشرية.

اتبعت أسلوبا جديدا للحفاظ على هذه المصالح, هو القتل الرحيم الذي تستخدمه الخفافيش مصاصة الدماء, وهي حيوانات برية تتغذى على امتصاص دم الضحية خلسة بعد نومها, فتقتل الضحية دون أن تشعر وهكذا تنتقل الى أخرى بدون خسائر.

الولايات المتحدة الأمريكية, لا تخفي أطماعها في الشرق الأوسط من خلال تصريحات رئيسها " مصالحنا خط أحمر", الشرق الوسط صاحب الثروات والموارد الهائلة التي يسيل لها لعاب كل ناظر, و"المصالح الأمريكية" التي يدعونها في المنطقة ويستخدمونها في كل غزو عسكري, هي لا غنا عنها, لتأمين مصالح للمواطن الأمريكي المدلل, الذي يقتات على افتعال الأزمات والحروب كلما شعر بالعجز الاقتصادي.

يعتمد الاقتصاد الأمريكي بشكل كامل على مبيعات السلاح, لتوفير احتياجاته,ولكي يبيع سلاحه المكدس في المخازن, يفترض وجود مناطق متوترة وأزمات في الشرق الأوسط, إذا يجب خلق جو مناسب بين الحين والأخر لصراعات وحروب , لبيع سلاحه, بما أن دول المنطقة ارض خصبة تلبي الغرض,مستخدمة النار التي اكتوت بها إبان نشأتها وهي اختلاف الأعراق والطوائف الموجودة فيها.

صناعة الأسلحة وتطويرها وانفرادها بأغلب التقنيات الحديثة ودعمها المباشر للجماعات الإرهابية جعلت من أمريكا, عرابا أوحدا للعالم , ينهب الثروات ويغير حكومات ويقسم الدول وأخرى يغزوها , كل هذا تحت غطاء المظلة الدولية التي أبتدع قوانينها لنفسه لتحقيق أحلامه الاستعمارية الغابرة, بحلة جديدة اسماها الأمم المتحدة مما جعلته عرابا للإرهاب العالمي, وكل من يقف بوجهها تعتبره في "محور الشر" هذا المصطلح, استخدمته ضد لكل شعب يريد الخلاص من قبضة.

بما ان دول المنطقة نامية, استطاعت أمريكا تحريكها حسب هواها, مستخدمه اذرعها وأدواتها أمثال داعش, وغيرها لتمرير مخططاتها في المنطقة, واستخدمت أسلوب المقايضة في بيع سلاحها بما تملكه هذه الدول, من موارد طبيعية مثل النفط والغاز والمعادن.

تعتبر هذا العمل الضامّن, الوحيد لتوفير ما يحتاجه المواطن الأمريكي لعيش وفق معطيات تصاعدية, وتعتبره مطلبا أساسيا في السياسة الأمريكية, لا تحيد عنه هي من أولويات هذه الدولة, الذي يتطلب الوصول خلسة الى الشعوب النائمة لتمتص دمائها, وبغض النظر عن الطريقة المستخدمة لتوفير هذا المطلب بالطرق الغير مشروعة, مثل قتل الشعوب ونهب ثرواتهم, بمختلف الوسائل المتاحة لديهم, وحسب مقتضيات مصلحة الشعب الأمريكي.

أستفق أيها الشعب من هذا السبات, الذي جعلك ضحية لمصاص الدماء الماكر, الذي فتح أبواب الحرب الطائفية على مصراعيها تحت مسمى حرب لأجيال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك