المقالات

لماذا لا نتصالح مع الفاسدين؟!


عبد الكاظم حسن الجابري


المصالحة والتسوية واللحمة من أبرز المصطلحات التي طَفَتْ على الساحة العراقية بعد 2003.
حصلت مصالحات وتسويات كبيرة, مع ارهابين وقتلة, ومع بعثيين وخونة ومع دول وامم.
بموجب التسويات والمصالحات صار القاتل طليقا, والارهابي حرا, وبموجب التسويات ضُيعت حقوق الضحايا, والغيت الحقوق الجنائية العامة والشخصية, وبرزت التنازلات, وصارت بمثابة ثقافة لدى القوى السياسية, وتحولت من عيب ومثلبة الى عطاء ومكرمة.
قد لا يختلف اثنان على أن بلدنا يعاني من الفساد بأبشع صوره, فهو فساد سياسي واداري ومالي, وتتحمل الاحزاب الحاكمة مسؤولية الفساد, كونها المعنية بتشكيل الحكومات التنفيذية من خلال ممثليها في البرلمان أو مجالس المحافظات.
تختلف الكتل فيما بينها على كل شيء, إلا في أمر واحد, فهي متفقة وتعيش حالة من الحميمية عند التكلم عن الحصص والمغانم!.
هذه الصورة للفساد, والقوانين الحاكمة التي تفضي بنهايتها الى عودة نفس الاحزاب والكتل للواجهة وللتمثيل النيابي, وبما إننا بلد مصالحات وتسويات, فلماذا لا نجلس مع الفاسدين ونتفاوض معهم, ونعقد معهم مصالحة وتسوية؟!
تكون التسوية بتثبيت حصص للكتل كأن تكون ثلث المتبقي من الميزانية –أو أي نسبة يتفق عليها الشعب مع الفاسدين- بعد استقطاع رواتب الموظفين, وتكون نسبة الثلث لهم في التعينات, وكل ما يمكنهم منه المنصب من مغانم, على شرط أن لا تنقسم الاحزاب على نفسها, لكي لا نعيش تخمة التحزب, ونضطر لإشراك آخرين في النسبة, وان من ينشق من الاحزاب الحاكمة فلن تكون له حصة من النسبة, وكذلك يصار الى عقد اجتماعي, بان الفاسد الذي يحاول أن يتعدى النسبة المنصوصة في العقد الاجتماعي يعرض نفسه للمسائلة, كذلك يضمن هذا العقد التصالحي للفاسدين ان يحوزوا المغانم دون مسائلة.
قد تكون فكرتي هي ضرب من الجنون, لكني ارى أن نسبة خمسين بالمئة –فضلا عن الثلثين- من الواردات تكفي لتطوير البلد, وانعاش الاقتصاد, وزيادة فرص العمل, والدخل الفردي للمواطن "غير المتحزب", ونتجنب استحواذ الفاسدين على كل الموارد, فما دمنا في مصالحة تتصافح مع القاتل, فلماذا لا تتصافح هذه المصالحة مع الفاسد؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك