المقالات

البصرة عاصمة العراق الإقتصادية كذبة وصدقناها..!  

1821 2019-03-05

علي عبد سلمان

 

المطالبة بالحقوق واجب أخلاقي وشرعي، قد كفله الدستور والقانون، ما لم تخرج من سياقاتها القانونية، لن يبخس أي حق ما دام وراءه مطالب، فالحقوق تأخذ ولا تعطى، ترفد البصرة العراق سنويا بأكثر من 80% من الموازنة العامة، نافذة العراق ومتنفسه الوحيد على البحر، فهي ومنذ الإطاحة بالنظام السابق، همشت ولفترة استمرت لأكثر من ستة عشر عاما .

لا يريد البصريون أكثر من حقهم الطبيعي، فهم يأملون بإسترداد أبسط الحقوق، ألا وهي أن تعمر البصرة والتي تدمرت جراء الحروب المتعاقبة، وأن ينتشل من أرضها المخلفات التي سببتها تلك الحروب، من ألغام ومواد كيمياوية والتي تسببت بعديد من الإصابات السرطانية التي تقدر بالآلاف، وأيضا جراء الإنبعاثات الغازية الصادرة من حقول النفط، فضلا عن تدمير كثير من الدوانم الزراعية بإعتبارها أرض تضم في جوفها مخزون نفطي كبير .

يتخوف الأهالي من تكرار سيناريو الحكومات السابقة في تهميش حقها مرة اخرى،  العاصمة الإقتصادية،مستشار لرئيس مجلس الوزراء يعين خصيصا لمحافظة البصرة، وممثلون لها في وزارات الدولة لمتابعة مشاريعها التنموية التي يراد منها النهوض بواقع المحافظة المرير، ومجلس إعمار يختص بها، نسبة 1% من الموازنة السنوية،  هي ابرز مطاليب جماهيرها،  والتي لا تتجاوز عددها عدد أصابع كلتا اليدين، فلا مزيد من التهاون في إعطاء كل ذي حق حقه .

كثير أو بعض من الكتل والمرشحين في الحملة الإنتخابية، نادوا بإسترجاع حقها، لكن مع الأسف كانت مجرد شعارات رنانة ووعود إنتخابية،  الغرض منها كان خداع الناخب البصري من أجل شراء صوته، في تشكيل الحكومة الحالية، لم تتوحد كلمة نوابها بالمطالبة بحقها الدستوري والقانوني بالحصول على وزارة سيادية، فالنتيجة كانت ضياع فرصتها بتحقيق ما تحلم به، حتى وإن حصلت على وزارة الإتصالات والبلديات، فهي لا شيء بما يستنزف من خيراتها لصالح العراق .

كانت ولا زالت كتلة المواطن مصرة على منح البصرة حقها، وهذا ما لمسناه في الواقع، زعيم المجلس الاعلى وكتلة المواطن يوجه وزيري النفط والنقل بالإهتمام بهذه المحافظة وللتذكير فقط إن مشروع قانون البصرة عاصمة العراق الإقتصادية، طرحته كتلة المواطن في الدورة النيابية السابقة، لكن بسبب التصادم انذاك مع السلطتين التشريعية والتنفيذية سبب بإهمال القانون وتركه في سلة المهملات،

في حال بقاء الحال على ما عليه، والإستمرار بتغيب البصرة مرة أخرى، سيتسبب بحالة من العصيان المدني والذي يمتد إلى المطالبة بمزيد من الحقوق، والتي ستسفر عن غلق مرافئ تصدير النفط وعرقلة الملاحة البحرية، وإن حدثت ستضر بإقتصاد العراق وستشله تماما، فالبصرة شريان العراق النابض، والذي لو تضرر سيتضرر الوطن جميعه من اقصى الشمال على أدنى الجنوب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك