مفيد السعيدي
أمست عقود من الزمن على حكم البعث المجرم، أجهزة قمعية، و فرق اغتيال متمرسة، غرقت أياديهم ألاثمة بدماء زعماء، وقادة ورجال دين، وفق سيناريوهات مبرمجة؛ هدفها هو أفراغ البلد من الشرفاء والمطالبين بالحرية والتحرير من التسلط.
التاريخ في ذاكرته نجوم تتلألأ في سماء العلم والمعرفة والشجاعة والتضحية، من اجل القيم الإنسانية وتخليص الشعوب من الطواغيت، هذا هو ارثنا، والشهداء الذين ضحوا من أعلاء كلمة الحق هم معراجنا لتتويج أعمالنا، و قد ترجموا الحياة بشكل رائع، حول علاقة الإنسان بالعقيدة الصالحة.
إن الاعتزاز بالسلف الصالح، والبحث في سيرهم، لم ينبع من فراغ او تعصب، أنما ثمة رؤية معرفية، تقوم بمبررات موضوعية، يدعونا التاريخ لمعرفة شخوصه، الذي بهم صنعت انعطافات و أحداث، بهم تواصل الماضي بالحاضر، ليرسموا لنا مستقبل زاهر، الشهداء الطرق الى الحرية وهذا ما لمسناه في واقعة الطف التي رسمت وعدلت التاريخ الإسلامي.
اليوم شهداء الانتفاضة الشعبانية، والشهيدين الصدرين، ومن سقط معهم، وشهداء ال الحكيم ليختتم طريق الشهادة، شهداء المقاومة الاسلامية، والحشد الشعبي، ضد عصابات الكفر "داعش" و بهذه الثلة المباركة، نستطيع بهم أن تعرج أعمالنا الى السماء، لان دمائهم قد زينت بها ارض العراق، ونورت طريق الظلام، ودحرت الايديلوجيا التكفيرية لتثبت العقيدة الصالحة، ولتؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ البلد.
اليوم الأول من شهر رجب يوم للشهيد العراقي، والعراق لازال يقدم القربان من اجل الإنسانية والوطن وهذا يجعلنا نستذكرهم في بداية شهر رجب الاصب.
الثلة التي ضحت من اجل العراق، هم تلك الشخصيات التي طرقت أبواب التاريخ، وغيرت معادلات كونية وحضرت على صفحاته العلم والعمل، رغم تلك السنوات الجهادية، آلا أنها تركت أرثا كبيرا ضخما، وفكرا يدرس، ومنهج يؤخذ به، لإنارة الأجيال المكملة لمسيرتهم المعطاة.
فسلاما عليكم يوم ولدتم ويوم عروج أرواحكم الطاهرة الى الباري، ويوم تبعثون أحياء.
https://telegram.me/buratha
