المقالات

أول رجب فرصة لخلق بدايات جديدة

2158 2019-03-06

أمل الياسري


أحلام مشلولة لا تستطيع أن تقطع مسافة العقل، لتتحدث بجرأة وصراحة، فمدونة الموت تمزق الأجساد، وألة فرم مجاني تجيد موهبة القتل الجماعي، بإسم الوحدة، والحرية، والإشتراكية، وقائد ضرورة يعشق رائحة الدم، ويمتطي صهوة الجنون والحروب، فباتت المذابح نظاماً يومياً في العراق، فعاشت الفروسية ولكن ما من فرسان، سوى مَنْ سكن الوطن فؤادهم لأجل التغيير، إنه صانع الحرية في زمن الظالمين، نرجو لقاءه بعد الهجرة والغربة، لكنه قالها بقوة: مرحباً بالشهادة في سبيل الوطن، فأعلن الإنتصار.
كتلة من الأخلاق الناطقة بالحق، ونهر لا ينضب من العطاء المستمر، إمتدت يوم نبغ في دراسته، وهو ما زال في سن الثانية عشر، كان يحمل شجاعة حيدرية، وظلامة فاطمية ونفس حسنية، وصولة حسينية، لم تأخذه في الحق لومة لائم، وكأن مسيرة كربلاء عنده لا تتوقف، عكس بعض الساسة الذين يتلونون مع الأجواء، فشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، حمل كل عنوان للعدالة، والإنسانية، والمحبة، وقد وجد نفسه ملزماً بمواجهة التحديات، تاركاً بيننا صرخة هيهات منا الذلة. 
بين سجلات الزمن وأوراق التأريخ، تجد قضايا جهادية عميقة، حركت أجيال الحاضر، وأشعلت فيهم جذوة المواجهة مع الطغاة، فتوجهوا للحقيقة بفطرتهم، مؤمنين بأن العمامة المقدسة التي تركها شهيد المحراب، ظهيرة الأول من رجب 1424 للهجرة، كانت تتمة للدولة العادلة، فقد وهب جسده الطاهر وسط أجواء الصحن العلوي، ليسكن سماء مقبرة وادي السلام، وليعلن أنصاره أن أول رجب هو فرصة، لخلق بدايات جديدة للأحرار، ليرزقوا خير الدنيا والآخرة، فأي نصر تحقق يوم رحيلك يا أبا صادق؟
رحلة مجد لا يضاهى صوب عنوان االقداسة، فلا آثار لدماء بل كانت آثار ذوبان وعشق إلهي، لتسمو روحه في عليين، أما أسراب التخدير الإعلامية، والتي غيبت هذا الحدث، ولم تسلط الأضواء عليه، بل ركنته لتنظيم القاعدة وحسب، فلم يعلموا أن جرحه الكريم تلك الظهيرة، زادتنا إقتراباً منه ومن محرابه الطاهر، معلناً إنتصار الحياة على الموت، والحق على الباطل، فمفاتيح الحرية الحمراء سنفتح بها مخاوفنا، ولن يردعنا شيء مادام الأمل فينا ما حيينا، والعاقبة للمتقين.
محنة الأول من رجب تلك الظهيرة الصائمة، ولّدت فينا إنتصارات رائعة رغم ألم الفراق، لكن رجالات آل الحكيم يصنعون الفنون، بعصور طينية عراقية حمراء، تخطها أجسادهم الطاهرة، ليرسموا خارطة عشق أبدي للعراق، فما خلت ساحته يوماً من قادة الدين، والفكر، والعقيدة، فللبيت رب يحميه، وقد أنجب فطاحل أفذاذ، إنتصرت على أيديهم جحافل التضحية والفداء، على زبانية الكفر والظلم، فلله دَّركَ ياحكيم، حينما أنطت لثامكَ، وشمّرت ساعدكَ، وإمتطيتَ الشهادة صوب الجنة، فعبدتَ ربك حتى آتاكَ اليقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك