ميثم العطواني
ربما يؤمن الجميع أن تخاذل مواقف الدول العربية تجاه قضاياها، أدى الى ما يجري اليوم من انتهاكات صارخة وتدخلات أجنبية مرفوضة على شتى المستويات لاسيما الشؤون السياسية والأقتصادية التي يكون لها إنعكاساً سلبياً على الشعوب، حيث وصلت تلك التدخلات الى إستعباد ملوك وأمراء ورؤساء معظم الدولة العربية والتحكم بهم مثلما يتحكم اللاعب برقعة الشطرنج، وجعلت كلاً منهم يحوك الدسائس والمؤامرات لبلد الآخر بهدف التقرب للأسياد، وبالرغم من هذا الواقع المأساوي والعراق يعيش أكذوبة يوهم بها نفسه أسمها المواقف العربية، حيث القى وزير الخارجيّة العراقية يوم أمس كلمة العراق في أعمال الدورة (151) للجامعة العربيَّة على المُستوى الوزاريّ، دعا فيها الدول العربيَّة إلى "مُساندة جُهُود حكومة العراق في إعادة إعمار البنى التحتـيَّة للمُدُن المُحرَّرة"، وهل من الحكمة أن نبني آمالاً على من ساهم في تدمير تلك المدن بإرسال مئات الأرهابيين ومدهم بالمال والسلاح؟!، وشدد في المؤتمر على الإيفاء بالتعهدات التي قطعتها الكويت لإعادة إعمار العراق، وهذا ما وصل اليه حالنا، بلدا يحتل المرتبة الثانية بمنظمة اوبك بأعلى أنتاج النفط، ويملك ميزانية أنفجارية تعادل ما يزيد على ميزانية أربعة دول عربية، ويستجدي من الكويت!!.
بل زاد على ذلك كله عندما أعرب وزير خارجيتنا عن شكره وتقديره "لما قدَّمته قوات التحالف الدوليِّ من مُسانَدة للعراق"، وهذا ما يعتبر قمة التناقض بين رفض العراق لتواجد أي قوات أجنبية على أراضيه، وسعي مجلس النواب لإقرار قانون يعزز أخراج تلك القوات، وهذا مغاير لما أعرب عنه وزير الخارجية .
وبنقطة كسابقاتها لا تخلو من الأستغراب، أشار الوزير الى "موقف العراق الرافض للتدخُّل الأجنبيّ في سوريا"، وكان عليه أن يركز على قضية التواجد الأمريكي على الأراضي العراقية، والتأكيد على رغبة الشعب العراقي والقوى السياسية بمغادرت تلك القوات، على الرغم من وجود أتفاقية أستراتيجية موقعة بين البلدين أقتضى بموجبها إنهاء تواجد القوات الأمريكية .
عرض مزيد من التفاعل
https://telegram.me/buratha