المقالات

رسالة عتب من محب ...

2500 2019-03-11

زيد الحسن 


ارتجف غضباً حين اسمع احداً ما ينال بسوء المرجعية الرشيدة ، واحكم بسري بجهل وحماقة المتكلم عنها وانه غافل عن الحقيقة ومرتكب للأثم بسبب هذا الجهل ، اما الاقلام التي تكتب بسوء فكنت اتمنى ان اكسر الاصابع التي مسكت القلم ودونت الحروف ضد مرجعيتنا ، واعزي السبب الى ان هؤلاء مأجورين من الاعداء واصحاب فتنة وانهم حثالة ومرتزقة لا اكثر .
في العام ١٩٦١ افتى زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف بحرمة الانتماء الى الحزب الشيوعي ، وبالفعل قوضت هذه الفتوى الرسمة المعدة لتقليص النفوذ الاجتماعي لحوزة النجف وتراجعت بالفعل وانتهت ، وتعززت الهويات ( المذهبية والعشائرية ) في المجمل العام .
السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره الشريف كانت رؤياه واضحة وهي الخروج بالحوزة العلمية خارج التجاذبات السياسية، وبالرغم من حصول الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ وحاجتها الى قرار مرجعي يقوي ويلم الشتات الحاصل ، الا ان المرجعية لم تتدخل سوى بتوجيهات للثوار دون اصدار اي فتوى ومن اي نوع .
مرجعية السيد السيستاني حفظه الله وامد في عمره الشريف كان لها رأي اخر في وجود الاحتلال الامريكي ، فقد بدأت المرجعية تشارك وتبدي الرأي في الواقع السياسي وذلك بسبب انهيار مؤسسات الدولة وغياب مؤسسات المجتمع المدني وبسبب الحالة الطائفية التي سادت الواقع بعد الاحتلال .
كان للحوزة الشريفة دور اساسي في رعاية العملية السياسية ورسم الخطوط العريضة لها ،وقد شجعت على اجراء الاستفتاء على الدستور وباركته ، ثم وجهت الجماهير للانتخابات النيابية ، وقامت برعاية المقربين للأتلاف الشيعي رغم انها لا تمتلك النخب الحاكمة لمشروع الادارة للبلاد .
بعد انتهاء صلاة المغرب في ( الحسينية ) المجاورة لبيتي احببت ان انظم لمجموعة من الاصدقاء والجيران من كبار السن وكنت اعرفهم معرفة شخصية واعرف حجم الاخلاق الكبيرة وحسن السيرة والسلوك لديهم جميعاً ، وخصوصاً انهم اصحاب تقوى وورع ودين ، والجميع يشهد لهم بذلك ، كان محور الحديث الذي ادهشني يدور حول تخلي المرجعية عنا في هذه الفترة ، وكيف ان المرجعية صامته ازاء تدهور الوضع العراقي ، وانها تكتفي بخطب منبرية كل يوم جمعة في المراقد المقدسة من خلال وكلاء لها ، الحديث كله شجون حتى انني لمحت الدموع في عيون البعض من المحتلقين في هذه الحلقة .
ابو حيدر يقول ؛ لقد اتهم المخالفون للمرجعية بانها لم تعطي فتوى الجهاد الكفائي بقتال داعش الا بعد ان وصل الدواعش الى منطقة النخيب ، واصبحوا قاب قوسين او ادنى من كربلاء المقدسة ، ولو ان الدواعش بقوا في ثلث العراق الذي احتلوه ولم يحاولو الاقتراب من بغداد لما كانت المرجعية اصدرت تلك الفتوى بقتالهم .
قبل ان يرد عليه احد منع هو بيده الكلام وقال ؛ هل تقبلون وتوافقون ايها الاحبة ان عوائل شهداء الحشد الشعبي رواتبهم اربعمائة الف دينار بينما رواتب رفحاء اثنا عشر مليون دينار ولكل فرد من افراد عائلة الرفحاوي .
انتقل الحديث واخذ شقاً ثانيا وهو شق هضم الحقوق ، رد ابو عباس مستغرباً وبصيغة السؤال ؛ ما السبب ان لا ترشح المرجعية اثنا عشر رجلا تعرفهم هي ليتسلموا زمام البلد ويشكلوا حكومة تعيد البلد وتنقذه وتوصله الى بر الامان ، ام انها لا تمتلك هذا العدد من الامناء القادرين على ادارة الحكم .
رد ابو حيدر قائلاً ؛ لم لا تصدر المرجعية فتوى تحريم الانتماء الى الاحزاب الفاسدة وتشخصهم ام ان الحوزة لم يصلها بعد حجم الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة والذي سببته الاحزاب .
في مجمل الحديث ورغم انني لمست اتهامات للحوزة ، ورغم يقيني انها اسمى واعلى من ان تلوثها الشبهات ، الا انني بقيت مذهولاً ، على حجم العتب الكبير الذي يعتري صدور الناس ، لقد ايقن الجميع ان الحل الوحيد تملكه المرجعية الرشيدة لا غيرها ، وهذا امر يسلم به الجميع من محبين ومن منكرين لها الفضائل ، الجميع اليوم ينتظر الحل العملي الذي ستقرره الحوزة ، ومن المؤكد ان الجميع سوف يلتزم به ، والسبب ان الحوزة الشريفة هي الوحيدة التي اثبتت فعاليتها في الشارع العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك